وقد عدّ ابن تيميّة إمامة الصلاة في
المسجد والأذان [١]
، وجمع النّاس للطعام في العيدين وأيّام التشريق [٢] ، وصلاة الجماعة [٣] من شعائر الإسلام ، من الشعائر مع أنها
غير مذكورة في القرآن الكريم.
كما اعتبر الشهيد الثاني ـ من علماء
الإماميّة ـ بأنّ المراد بشعائر الإسلام ما يختصّ بشرعه كالأذان والصلاة وصوم
رمضان [٤].
قال السيّد البجنورديّ ـ وهو من علماء
الإماميّة أيضا ـ عن الشعائر والحرمات بأنّها مطلقة وتشمل كلّ ما هو محترم في
الدين ، وله شأن عند الله تعالى ، على اختلاف مراتبها ؛ كالكعبة المعظّمة ، والمسجد
الحرام ، وسائر المساجد ، والقرآن ، والنبيّ ، والأئمّة المعصومين ، والأضرحة
المقدّسة ، وقبور الشهداء والصالحين ، والعلماء والفقهاء العاملين ، أحياءً
وأمواتا [٥].
إذن شعائر الله وحرماته هي كلّ ما حكم الله
ورسوله بلزوم تعظيمه وحفظ حرمته.
فزيارة قبر رسول الله والأئمّة من ولده
من أعظم الشعائر ، لأنّها بيوت أذن الله أن تُرفع ويُذكر فيها اسمُه.
وهناك فارق بين الشعائر والحرمات ، إذ
ترى في الشعائر لزوم الفعل والامتثال ، وفي الحرمات لزوم الاجتناب والترك.
فالمسجد الحرام يجب تعظيمه من جهة ، ويحرم
تنجيسه من جهة اُخرى.
وهكذا الحال بالنسبة إلى أهل البيت عليهمالسلام ، فلازم تعظيمهم
ومودّتهم هو