للحساب فلا يسأل عن
شيء ولا يحتسب بشيء ويؤخذ بضبعيه حتّى ينتهى به إلى ملك يحبوه [فيحيزه ـ خ ل [١]] ويتحفه بشربة من الحميم ، وشربة من
الغسلين ، ويوضع على مقالٍ [٢]
في النّار ، فيقال له : ذق بما قدّمت يداك فيما أتيت إلى هذا الّذي ضربته ، وهو
وفد الله ووفد رسوله ، ويؤتى بالمضروب إلى باب جهنّم ، ويقال له : انظر إلى ضاربك
وإلى ما قد لقي ، فهل شفيت صدرك وقد اقتصّ لك منه؟ فيقول : الحمد لله الّذي انتصر
لي ولولد رسوله منه [٣].
إذن زيارة المعصوم هي من الوفاء له ومن
الأجر الّذي أمرنا الله بتسديده ، «بل ربّما يدّعى أنّه من ضروريّات الدين بناءً
على دخول الصلاة على محمّدٍ وآله والسلام على النبيّ وعلينا وعلى عباد الله
الصالحين في الصلاة» [٤].
ومن هنا اعتبرت زيارة الأربعين إحدى
علائم المؤمن الخمس [٥]
، أي أنّها صارت شعارا يُعرف به المؤمن عن غيره.
هذا وإنّي وان كنت قد وضّحت اصول الفكرة
، في المقدمة وفي النقاط الأولى من الکتاب لکني أحببت أن أشير اليها أيضا من خلال
آيتي الشعائر والحرمات أيضاً ، لأنّها زاوية غير مبحوثه بالشكل المطلوب. ومن خلاله
أريد أن أجيب عن بعض الشبهات المطروحة حول الزيارة وما يتعلق بمشاهد الأئمة.
[١]ـ الحيز :
السَّوقُ الشديد : وفي بعض النسخ : فيحبوه ، من الحبوة بمعنى العطيّة على سبيل
التهكّم ؛ كقوله : ويُتْحِفُهُ ، بحار الأنوار ٩٨ : ٨٠.
[٢]ـ والمقالي جمع
المِقْلاةِ والمِقْلَى ، هو الشيء الّذي يُقْلَى عليه. انظر لسان العرب ١٥ : ١٩٨.
[٣]ـ كامل الزيارات :
٢٣٩ ـ ٢٤١ / ٣٥٧ ، بحار الأنوار ٩٨ : ٧٨ ـ ٨٠ / ٣٩ ، مستدرك الوسائل ١٠ : ٢٧٩ /
١٢٠١٣.
[٤]ـ هذا ما قاله
الشيخ خضر شلال في أبواب الجنان : ١١٧.