فأقبل الحسن والحسين فجعل يضمّهما
ويقبِّلهما ، فقالا له : يا بلال ، نشتهي أن نسمع أذانك الّذي كنت تؤذّنه لرسول
الله صلىاللهعليهوآله
في السَّحَر ، ففعل ... [١].
هذا هو عن الجفاء لرسول الله وهو معنى
آخر لمن يتساهل أو يستخف بزيارة أمير المؤمنين أيضاَ.
فعن أبي وهب القصري قال : دخلت المدينة
فأتيت أبا عبد الله عليهالسلام
، فقلت له : جعلت فداك أتيتك ولم أزر قبر أمير المؤمنين.
فقال عليهالسلام
: بئس ما صنعت ، لولا أنك من شيعتنا ما نظرت اليك ، ألا تزور من يزوره الله مع
الملائكة ويزوره الأنبياء عليهمالسلام
ويزوره المؤمنون.
قلت : جعلت فداك ما علمت ذلك.
قال : فاعلم أن أميرالمؤمنين عند الله
أفضل من الأئمّة كلّهم ، وله ثواب أعمالهم ، وعلى قدر أعمالهم فُضِّلُوا [٢].
اذا الجفاء لا يختصّ برسول الله فحسب ، بل
يكون الجفاء للأئمّة أو للأبوين أو للصالحين أيضا ، وذلك لأنّ لهم علينا حقوقا ، كلّ
ذلك بتفاوت.
فعن داوود بن عقبة أنّه قال : كان جار
لي يُعرف بعليّ بن محمّد ، قال : كنت أزور الحسين عليهالسلام
في كلّ شهر ، ثمّ علت سنّي وضعف
[١]ـ تاريخ دمشق ٧ :
١٣٦ ، أُسد الغابة ١ : ٢٠٨. تاريخ الإسلام ١٧ : ٦٧.
[٢]ـ الكافي ٤ : ٥٨٠
/ ٣ ، كامل الزيارات : ٨٩ / ٩٠ ، وفيه عن يونس عن أبي وهب البصري ، وتهذيب الكمال
٦ : ٢٠ / ٤٥ ، وفيه عن يونس عن أبي وهب القصري.