(سَيَجْعَلُ لَهُمُ
الرَّحْمنُ وُدّا)[١] ، وهو ورسول
الله أبوا هذه الأُمّة [٢].
فلو كانت زيارة الأب لازمة ، فهي ألزم
في زيارة الأب الهادي لنا ، فبعد أن ألزمنا الله بمودّتهم ومحبّتهم ، وبعد أن
عرفنا بأنّ رسول الله ودّهم وأحبّهم ، فعلينا أن نودّهم ونُحبّهم.
وبتقريب آخر نقول : بما أنّ الله قال في
كتابه : (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللّه
أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)
وعرفنا بأنّه صلىاللهعليهوآله
ودّهم وأمرنا الله بمودّتهم فتكون مودّتنا لهم هي مودّةً لله ولرسوله ، بل يجب أن
تكون محبّتنا لهم أشدّ مودّة وحبّا من حُبِّنا لآبائنا وأبنائنا.
نسأل الله سبحانه أن لا نكون من مصاديق
من قال فيهم الله تعالى : (قُلْ إِن كَانَ
آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ
وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ
تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ
فَتَرَبَّصُوا حتّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ)[٤].
ونحمده سبحانه على عدم وجود أحد من
أجدادنا في الّذين عناهم الله في سورة الجمعة : (وَإِذَا رَأَوْا
تِجَارَةً أَوْ لَهْوا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِما) ، وندعو الله عزّ وجلّ أن يُعرِّف
بيننا وبين الرجال الذين على الأعراف والذين يعرفون كُلاًّ بسيماهم.
[١]ـ قال سبحانه في
سورة طه : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدّا). قال ابن الجوزي في زاد المسير ٥ : ٢٦٦
، قال ابن عبّاس : نزلت في على رضي الله عنه وكذا في تفسير الواحدي ٢ : ٦٩٠ وكشف
الغمّة ١ : ٣١٩ ، المعجم الكبير ١٢ : ١٢٢ / ١٢٦٥٥.