:
«يا عليّ ، انطلق فأخبرهم أنّي أنا الأجير الّذي أثبت الله مودّته من السماء».
ثمّ
قال : أنا وأنت مولى المؤمنين ، وأنا وأنت أبوا المؤمنين ، ثمّ خرج رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : يا معشر قريش والمهاجرين والأنصار ، فلمّـا
اجتمعوا قال : يا أيّها النّاس ، إنّ عليّا أوّلكم إيمانا بالله ، وأقومكم بأمر الله
، وأوفاكم بعهد الله ، وأعلمكم بالقضيّة ، وأقسمكم بالسويّة ، وأرحمكم بالرعيّة ، وأفضلكم
عند الله مزيّة ... [١]
وقد جاء هذا المعنى صريحا في القرآن ، وأنّه
عليهالسلام
باع نفسه لله ، حينما بات على فراش رسول الله حتّى نزلت فيه الآية الكريمة : (وَمِنَ
النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ الله)[٢].
وكذلك هو حال الأئمّة الأطهار ، وخصوصا
الإمام الحسين عليهالسلام.
فجاء في تفسير القمي عن أبي عبد الله الصادق عليهالسلام
:
... وأمّا قوله : (إِنَّ الله
اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ
الْجَنَّةَ)
قال : نزلت في الأئمّة ، فالدليل على أنّ ذلك فيهم خاصة حين مدحهم وحلاّهم ووصفهم
بصفة لا يجوز في غيرهم ، فقال : (التَّائِبُونَ
الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ
الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ
لِحُدُودِ اللّهِ)[٣] ، فالآمرون
بالمعروف هم الّذين يعرفون المعروف كلّه صغيره وكبيره ، ودقيقه وجليه ، والناهون
عن المنكر هم الّذين يعرفون
[١]ـ تفسير فرات :
٣٩٢ / ٥٢٥ ، وعنه في بحار الأنوار ٢٣ : ٢٤٢ / ١٤.
[٢]ـ تفسير العياشي ١
: ١٠١ / ٢٩٢ والآية في سورة البقرة : ٢٠٧.