اسم الکتاب : العقائد الحقّة المؤلف : الصدر، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 429
الباب
، فلمّا أن حنّط وكفّن وحمل على سريره تبعه رسول اللّه صلىاللهعليهوآله بلا حذاء ولا رداء ، ثمّ كان يأخذ يمنة السرير
مرّة ويسرة السرير مرّة حتّى انتهى به إلى القبر ، فنزل رسول اللّه صلىاللهعليهوآله حتّى لحّده وسوّى اللّبن عليه ، وجعل يقول : ناولوني
حجرا ، ناولوني ترابا رَطبا ؛ يسدّ به ما بين اللّبن.
فلمّا
أن فرغ وحثا التراب عليه وسوّى قبره قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إنّي لأعلم أنّه سيبلى ويصل البلى إليه[١]، ولكنّ اللّه يحبّ
عبدا إذا عمل عملاً أحكمه ، فلمّا أن سوّى التربة عليه قالت اُمّ سعد : ياسعد!
هنيئا لك الجنّة ، فقال رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : يااُمّ سعد! مه! لا
تجزمي على ربّك فإنّ سعدا قد أصابته ضمّة.
قال
: فرجع رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ورجع الناس فقالوا له
: يارسول اللّه! لقد رأيناك صنعت على سعد ما لم تصنعه على أحد ، إنّك تبعت جنازته
بلا رداء ولا حذاء؟ فقال صلىاللهعليهوآله : إنّ الملائكة كانت
بلا رداء ولا حذاء فتأسّيت بها ، قالوا : وكنت تأخذ يمنة السرير مرّةً ، ويسرة
السرير مرّةً؟ قال : كانت يدي في يد جبرئيل آخذ حيث يأخذ ، قالوا : أمرت بغسله
وصلّيت على جنازته ولحّدته في قبره ثمّ قلت : إنّ سعدا قد أصابته ضمّة! قال : فقال
صلىاللهعليهوآله : نعم ، إنّه كان في
خُلُقه مع أهله
[١] قال في مجمع
البحرين : (ص١٣) : بَلَى الميّت : أفنته الأرض ، وفي حديث الصادق عليهالسلام وقد سئل عن الميّت
يُبلى جسده؟ قال : نعم حتّى لا يبقى له لحم ولا عظم إلاّ طينته التي خُلِق منها ، فإنّها
لا تبلى بل تبقى في القبر مستديرة حتّى يخلق منها كما خلق منها أوّل مرّة».
اسم الکتاب : العقائد الحقّة المؤلف : الصدر، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 429