اسم الکتاب : العقائد الحقّة المؤلف : الصدر، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 426
وتُشعث
أولادها وتدهنني ، واللّه لقد كان في دار أبي طالب نخلة فكانت تسابق إليها من
الغداة لتلتقط ، ثمّ تجنيه ـ رضياللهعنها ـ فإذا خرجوا بنو
عمّي تناولني ذلك ؛ ثمّ نهض عليهالسلام فأخذ في جهازها
وكفّنها بقميصه صلىاللهعليهوآله ، وكان في حال تشييع
جنازتها يرفع قدما ويتأنّى في رفع الآخر ، وهو حافي القدم ، فلمّا صلّى عليها كبّر
سبعين تكبيرة ، ثمّ لحّدها في قبرها بيده الكريمة بعد أن نام في قبرها ، ولقّنها
الشهادة.
فلمّا
اُهيل عليها التراب[١]وأراد الناس الإنصراف ، جعل رسول اللّه صلىاللهعليهوآله يقول لها : إبنكِ ، إبنكِ ، إبنكِ ، لا جعفر ،
ولا عقيل ، إبنكِ ، إبنكِ : علي بن أبي طالب.
قالوا
: يارسول اللّه! فعلت فعلاً ما رأينا مثله قطّ ، مشيك حافي القدم ، وكبّرت سبعين
تكبيرة ، ونومك في لحدها ، وقميصك عليها ، وقولك لها : إبنكِ ، إبنكِ ، لا جعفر ، ولا
عقيل.
فقال
صلىاللهعليهوآله : أمّا التأنّي في
وضع أقدامي ورفعها في حال التشييع للجنازة فلكثرة إزدحام الملائكة ، وأمّا تكبيري
سبعين تكبيرة فإنّها صلّى عليها سبعون صفّا من الملائكة ، وأمّا نومي في لحدها
فإنّي ذكرتُ في حال حياتها ضغطة القبر فقالت : واضعفاه! فنمت في لحدها لأجل ذلك
حتّى كفيتها ذلك ، وأمّا تكفيني لها بقميصي فإنّي ذكرت لها في حياتها القيامة وحشر
الناس عراةً فقالت : واسوأتاه! فكفّنتها به ، لتقوم يوم القيامة مستورة ، وأمّا
قولي لها : إبنكِ ، إبنكِ ،