فقد تبين بما مر بان الآية معناه : إنّ
المجرمين ، أي الكفار ـ كما قال العلامة الطبرسي [٦] والفخر الرازي [٧] والآلوسي ، [٨]
وهو المفهوم من سياق الآية حيث عقّبه تعالى بقوله : (
لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ
)
ـ ينادون مالكاً خازن النار ، ويطلبون منه أن يسأل ربه أن يقضي عليهم
بالموت ويفنيهم من الوجود حتى يستريحوا من العذاب ، ويجيبهم مالك بأنكم
باقون ومقيمون في نار جهنم وماكثون فيها أبداً ، ففي هذا الجواب إشارة إلى
رد طلبهم من الله سبحانه بإعدامهم من الوجود بالموت ، كأنه قال إنكم
لاتموتون ، بل تبقون في العذاب أبداً.
الخلاصة
الآيات القرآنية التي تنفي الموت في
النار بعضها تنفي الموت والحياة معاً. كما في قوله تعالى : (
وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى
الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَىٰ
ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَىٰ )
وقد تقدم تفسيره ، وكذلك في قوله تعالى : ( إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا