الرازي : أي لا
يستريحون بالموت ، بل العذاب دائم. [١] وقال
المراغي : لا يحكم عليهم فيها بموت ثان فيستريحوا من الآلام ، ولا يخفف عنهم العذاب فيها ، بل كلما خبت زيد سعيرها. [٢] ومقصوده أن العذاب دائم
عليهم.
وقال البروسوي : لا يحكم عليهم بموت
ثانٍ (
فَيَمُوتُوا )
ويستريحوا من العذاب (
وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا )
طرفة عين ، بل كلما خبت زيد استعارها. [٣]
وقوله : ( كَذٰلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ )
أي ومثل هذا العذاب ونظيره نجازي كل جاحد كثير الكفران.
فمعنى الآية : الذين جحدوا بوجود الله
أو وحدانيته ونبوة نبيه ، لهم نار جهنم بحيث لا يقضى عليهم بالموت في النار
حتى يستريحوا ، فهم باقون في النار إلى الأبد ، ولا يخفف عنهم العذاب طرفة
عين ، فالبقاء أبدي ، وكذلك العقاب أبدي ، جزاءً لكفرهم ، وبمثل هذا
العذاب يجازي سبحانه كل جاحد شديد الكفر.
أي ونادى المجرمون ، كما ورد في سياق
هذه الآية ، قوله : (
إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ... ) الآية ، فنادوا من شدة العذاب : ليمتنا
ربك حتى نتخلص من العذاب ونستريح.
وقال العلامة الطباطبائي [٥] : وخطابهم مالكاً بما يسألونه من الله سبحانه لكونهم محجوبين عنه ، كما قال تعالى : ( كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ
لَمَحْجُوبُونَ ).
[٦]
فيجيبهم مالك : إنكم ماكثون ، أي لا
خروج لكم منها ولا محيص ، ونحوه قوله تعالى : (
لَا يُقْضَىٰ عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ
عَذَابِهَا )
وقوله :