والأثر السيء الذي
يجزي به المولى عبده لتمرده عليه مما يصدق فيه تعالى ، ولكن لا يستلزم كون
العذاب انتقاماً بهذا المعنى إشكالاً البتة. على أن هذا الإشكال لو تم لورد
في مورد العذاب المؤقت المنقطع في الآخرة ، بل في الدنيا أيضاً. [١]
٩. جلال الدين الآشتياني
جلال الدين الآشتياني يحاول وبإصرار
شديد على إثبات الخلود في العذاب للكفار ، يتمسك في ذلك بأدلة شرعية وعقلية
ويردّ على أدلة القائلين بانقطاع العذاب مع اعترافه بكون الخلود في العذاب
ليس من ضروريات الاسلام ، يقول الآشتياني : صحيح أن ضروري الاسلام هو
الخلود في جهنم لا خلود العذاب ، ولكن الدليل المحكم من العقل والشرع قائم
على سرمدية ودوام العذاب للكفار والمشركين ، وانقطاع العذاب عن العاصين
والموحدين. [٢]
وبالنسبة إلى دليله الشرعي في إثبات
دوام العذاب يقول الآشتياني : مطابق ما يفهم من النصوص وظواهر الكتاب
والسنة في مسألة العذاب وخلوده ومسألة النيران وجهنم ودركاته ، هو أن دار
جهنم مكان للعذاب والآلام ، والعذاب والآلام متعلق بالروح والجسم كليهما ،
ولا ينحصر في أحدهما دون الآخر. ويفهم أيضاً بأن الوقوع أو الخلود في جهنم
ملازم مع العذاب ، وشدة وضعف العذاب تابع لقوة وضعف علل وأسباب أنواع
العذاب ، وأيضاً انقطاع العذاب ودوامه تابع أيضاً لمبدأ العذاب الأخروي ،
ومبدأ العذاب سواء كان على نحو الدوام أو على نحو مؤقت تابع لنحو رسوخ
مباديء الآلام في باطن نفس العاصي والمشرك والكافر ، ولذلك القول
بالاستقرار في النار وانفكاك