النَّارِ )
، [١] وقوله تعالى : ( وَمَا هُم
بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ )
، [٢] ومردودة بمارواه الحسين بن سعيد
الاهوازي في كتاب الزهد عن النضر بن سويد ، عن درست ، عن أبي جعفر الأحوال ،
عن حمران ، قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام
: إنه بلغنا أنه يأتى على جهنم حتى تصفق أبوابها فقال : « لا والله إنه الخلود ، قلت ( ... خَالِدِينَ
فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ... )
فقال : هذه في الذين يخرجون من النار ». [٣]
٢. ابن تيمية وابن
قيم الجوزية
يذهب ابن تيمية وتلميذه ابن القيم إلى
القول بفناء النار ـ كما ذكرنا سابقاً ـ وخروج أهلها منها ودخولهم الجنة ،
قال ابن القيم في ردّه للقائلين بدلالة القرآن على بقاء النار وعدم فنائها :
فأين في القرآن دليل واحد يدلّ على ذلك ، نعم الذي دلّ عليه القرآن أن
الكفار خالدين في النار أبداً ، وأنهم غير خارجين منها ، وأنه يفتر عنهم
عذابها ، وأنهم لا يموتون فيها وأن عذابهم فيها مقيم ، وأنه غرام لازم لهم ،
وهذا كله صحيح مما لا نزاع فيه بين الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين ،
وليس هذا مورد النزاع ، وإنما النزاع في أمر آخر ، وهو أنه هل النار أبدية
أو مما كتب عليها الفناء ، وأما كون الكفار لا يخرجون منها ، ولا يفتر عنهم
من عذابها ، ولا يقضى عليهم فيموتوا ، ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في
سمّ الخياط ، فلم يختلف فيها الصحابة ولا التابعين ولا أهل السنة. وهذه
النصوص وأمثالها تقتضي خلودهم في دار العذاب مادامت باقية ، ولا يخرجون
منها مع بقائها البتة كما يخرج أهل التوحيد منها مع بقائها ،