اسم الکتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة المؤلف : جلال معاش الجزء : 1 صفحة : 91
بالانحراف في سلوكه
، كما يتّصف الفرد الواحد من الناس. والنظام الاجتماعي العادل : هو الذي يكفل
للمجتمع ولأفراده على السواء جميع الحقوق والواجبات ، من غير تعدّ ولا تقصير.
فإذا سار المجتمع على ذلك النظام العادل
، وطبَّقه على سلوكه وسلوك أفراده ، سمُِّي ذلك التوازن منه عدلاً اجتماعياً.
والعدل الاجتماعي : هو أن تسير الأُمّة
إلى المثل الأعلى في الحياة وفي الأخلاق ، وأن تسعى ما أمكنها السعي إلى السعادة
العامّة والكمالات المطلوبة ، وأن تعدَّ للأفراد طرق الوصول إلى الخير فتنشئ
المؤسسات الكافلة لخير البلاد والحافظة لخيراتها ، وتؤسس المعاهد الصالحة لإعداد
الرجال ، وتثقيفهم بالثقافة الصحيحة ، وأن تتمسّك بالأنظمة الشرعية الموجبة لحفظ
الحقوق وسلامة النفوس.
على أن تسير في جميع ذلك وفق النظام
الصحيح ، والحكمة الرشيدة التي يأمر بها العقل ، ويقرّها الشرع.
إنّ تعاون أفراد الأُمّة وتضامنهم أعظم
موجب لتحقيق هذا العدل ، وأبلغ مؤثّر فيه.
يقول المتأخرون من الخلقيين : إنّ
المسؤول عن تحقيق هذه الغاية هي الحكومة التي تسيطر على الأُمّة وتتحكّم في
مقدّراتها.
أمّا أفراد الأُمّة فيقعون في الدرجة
الثانية من هذه المسؤولية ، ووظيفة الفرد هي مساعدة الحكومة في تحقيق الغاية بما
يمكنه من الوسائل.
وهذا الرأي قد يكون بيِّن النقص ؛ لأنَّ
العدل الاجتماعي هو التوازن التامّ في سلوك المجتمع وسلوك أفراده ، وتعاون الجميع
على العمل في سبيل الخير
اسم الکتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة المؤلف : جلال معاش الجزء : 1 صفحة : 91