اسم الکتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة المؤلف : جلال معاش الجزء : 1 صفحة : 80
«أنتَ
عطشان ، وأنا عطشان ، والله لا أذوق الماءَ حتّى تشرَب».
فلمّا سمع الفرس كلام الحسين عليهالسلام
شال (رفع) رأسه ولم يشرب ، وكأنّه فَهِمَ الكلام [١].
الإمام الحسين عليهالسلام لا يقدِّم نفسه
المقدّسة على فرسه الذي يركبه ، والفرس ينفض الماء ويرفض أن يشرب قبل سيّده وصاحبه
، فيا ويلهم اُولئك الغلاظ كيف كانوا يشربون ويتلذذون بماء الفرات ، والإمام
الحسين عليهالسلام
ابن بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله
، ونساؤه وأطفاله وعيالات أصحابه يصرخون : العطش العطش؟!
كيف فعلوا ذلك؟ لا أدري والله العظيم
إلاّ أنّني أُردّد قوله تعالى : (إِنْ هُمْ إِلاّ
كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً)[٢].
فالفرس أفضل مِن كلّ مَنْ كان هناك ، وهم
زهاء ثلاثون ألف مقاتل على أقل التقادير ، وإلاّ فإنّ بعض التواريخ تنقل مئات
الألوف شربوا الماء والإمام الحسين عليهالسلام
عطشان ..
العباس عليهالسلام
وعطش الأطفال والنساء
ألم يسمعوا ويروا موقف ساقي عطاشى
كربلاء أبي الفضل العباس (سلام الله عليه)؟! إليكم طرفاً من قصّته الطويلة بطول
قامته :
في التاريخ الإسلامي العظيم كان العباس عليهالسلام السَّقاء ، قمر بني
هشام ، صاحب لواء الإمام الحسين عليهالسلام
وهو أكبر إخوته ، وأُمّه فاطمة بنت حزام الكلابية ،