responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة المؤلف : جلال معاش    الجزء : 1  صفحة : 72

ويصدّق إيمانَه اهتمامُه بالمحتاجين والفقراء في مجتمعه ، ومهما بلغ الإنسان من العلم ، أو اجتهد في العبادة ، فإنّه لن تتحقّق إنسانيته ، ولن يصح تدينه إذا ما تجاهل مناطق الضعف في المجتمع. ألم يقل ربّنا سبحانه : (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ) [١].

فالذي يهمل الأيتام ، ولا يبالي بجوع الفقراء مكذّب بالدين ، وغير صادق في ادّعائه التديُّن وإن بالغ في صلاته وعبادته ، بل هو مستحق للويل والعذاب : (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ) [٢].

والإمام الحسين عليه‌السلام كأهل بيته الطاهرين عليهم‌السلام ، كانوا يعيشون للناس أكثر ممّا يعيشون لأنفسهم ، فهم مصداق الآية الكريمة : (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) [٣] ، وفيهم نزلت.

لقد كان الإمام الحسين عليه‌السلام طوال حياته الشريفة ملاذاً للفقراء والمحرومين ، وملجأ لِمَنْ جارت عليه الأيام ، وكان يثلج صدور وقلوب الوافدين إليه بهباته وعطاياه السنية. ويقول عنه كمال الدين بن طلحة : وقد اشتهر النقل عنه أنّه كان يُكرم الضيف ، ويمنح الطالب ، ويصل الرحم ، ويُسعف السائل ، ويكسي العاري ، ويُشبع الجائع ، ويعطي الغارم ، ويشدُّ من أزر الضعيف ، ويشفق على


[١]ـ سورة الماعون : الآية ١ ـ ٢.

[٢]ـ سورة الماعون : الآية ٤ ـ ٧.

[٣]ـ سورة الحشر : الآية ٩.

اسم الکتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة المؤلف : جلال معاش    الجزء : 1  صفحة : 72
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست