اسم الکتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة المؤلف : جلال معاش الجزء : 1 صفحة : 447
وتبقى مأساتنا مع الخوارج في هذا الزمان
مستمرة ، إلاّ أنّ لمأساة البقيع الغرقد حديث آخر ، وألم وجرح في القلب لا يندمل ،
وما زال يتجدّد في كلّ لحظة وكلّ يوم وكلّ عام. فما قصّة قبور البقيع المقدّسة مع
اُولئك الخوارج على الناموس الإنساني؟
البقيع
(لغة) : موضع فيه أروم (اُصول) شجر من ضروب (أنواع)
شتى ؛ وبه سُمّي بقيع الغرقد ، وهي مقبرة بالمدينة. والغرقد : شجر له شوك كان ينبت
هناك ، ويُسمّى أيضاً العوسج. فذهب وبقي الاسم ملازماً للموضع.
والبقيع
من الأرض : المكان المتّسع ، ولا يُسمّى بقيعاً
إلاّ وفيه شجر [١].
وفي تاج العروس قريب من هذا التعريف.
الموقع الجغرافي :
يقع في الاتجاه الجنوبي الشرقي من
الروضة النبويّة المباركة غير بعيد عنها ، وهو على شكل مستطيل ، وكان فيما مضى
متّصلاً بالمدينة المنوّرة ، وفُصل عنها بالسور ، ولكن بعد النهضة العمرانيّة صار
ضمن المدينة ، وله طرق وممرّات ، وأُلحق إليه الكثير من الأرض ؛ لكثرة الدفن فيه
على طول الأيام الخالية إلى اليوم.