اسم الکتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة المؤلف : جلال معاش الجزء : 1 صفحة : 36
ونحن إذا نظرنا إلى كلمة (أخلاق) من
زاوية الوجود وجدناها تدلُّ على معنى ينبوع الفعل ، أو سببه ؛ من حيث أنّ السبب هو
أصل النتيجة ، فالمبدأ يوضّح وجود الوجود ويفسّره.
والمبدأ من الزاوية المعيارية هو قاعدة
الفعل أو معياره من حيث أنّه تصوّر ذهني جلي تعبّر عنه صيغة محدّدة ، ويكون المبدأ
أخلاقياً بالمعنى الدقيق ؛ لأنّه يتّصل بالبحث الأخلاقي.
وما التخلُّق ، أي السِّمة الأخلاقيّة
التي تسم فعلاً أو فاعلاً ، إلاّ التقيُّد الذاتي بالقانون الأخلاقي ، وذلك كما
يرى (كانت) مثلاً ، وهذا يعني أنّ التخلُّق هو إرادة التقيُّد بقانون الأخلاق.
يقول (لوسين) : المبدأ الأخلاقي لا
يتناول ما ينبغي أن يتناوله الفكر من أمر الحقيقة ؛ بل ما ينبغي فعله من أمور
صالحة طيّبة ، ولا يخفى عليكم أنّ الباحث النظري يتطلّع إلى تطابق المبادئ الفكرية
ومعايير الأوامر الأخلاقيّة [١].
ذاك كان حديثاً مختصراً وسريعاً عن
القواعد الأخلاقيّة ، ونريد أن نلتفت إلى الغاية المتوخّاة من تلك القواعد وذاك
العلم الذي نحن في رحابه (الأخلاق).
والغاية : هي ما يؤدّي إليه الشيء ، ويترتّب
هو عليه ، وقد تسمّى غرضاً من حيث أنّه يطلب بالفعل ، ومنفعة إن كان ممّا يتشوّقه
الكلّ طبعاً [٢].
فالغاية بوجه عام هي ما لأجله يُطلب
الشيء ، وهي نتيجة تستهدفها