اسم الکتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة المؤلف : جلال معاش الجزء : 1 صفحة : 331
إنّ هذا الكلام هو كجنود معاوية من قبل
الذي كان يغتال الناس بالسمّ المدسوس في العسل ويتّهم الله تعالى بأنّه الفاعل ، ويقول
: (إنّ لله جنوداً من عسل).
إنّ هذا الكلام المنسّق يدسّ الكفر
بالإسلام والشرك باسم التوحيد ، ويخرج الأُمّة من الدين دفعة واحدة بعد أن دخلوه
زرافات ووحدانا ومن ثمّ أفواجاً.
اعلم عزيزي القارئ أنّ من ضروريات الدين
الإسلامي ، والمُجمع عليه بين جميع الفرق المنتحلة لدين سيّد الأنام محمد بن عبد
الله صلىاللهعليهوآله
، بل ومن أعظم أركان التوحيد : توحيد الله (عزَّ وجلَّ) في تدبير العالَم ، كالخلق
والرزق ، والإماتة والإحياء ، إلى غير ذلك ممّا يرجع إلى تدبير العالَم ، كتسخير
الكواكب ، وجعل الليل والنهار ، والظلم والأنوار ، وإنزال الأمطار وإجراء الأنهار.
فلا كلام بين طوائف أهل الإسلام أنّ
المدبّر لهذا النظام هو الله الملك العلاّم وحدهُ[١]. كيف لا يكون ذلك ، والمسلم يقرأ
العشرات من الآيات القرآنية المباركة التي تصف الله سبحانه بهذه الصفات ، وتسند
إليه تلك الأفعال التي يستقل بها من دون الخلق طراً؟! كقوله تعالى : (قُلْ مَنْ
يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ
وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ
مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا
تَتَّقُونَ)[٢].