اسم الکتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة المؤلف : جلال معاش الجزء : 1 صفحة : 32
تقويم الأخلاق
اشتهر عن (باسكال) قوله : (إنّ الأخلاق
الحقيقية تسخر من الأخلاق ...) ، وذهب المفسّرون لها إلى اعتبار أنّ الأخلاق
الحقيقية هي أخلاق الوجدان السليم ، أو الشعور المرهف بروح الدقّة والحدس الذكي
الفطن ، وهي تسخر من النظريات أو المذاهب الأخلاقيّة التي أذاب في طلبها الفلاسفة
ـ وما يزالون ـ الكثير الكثير من نشاطهم ، وجهدهم العقلي المنطقي المنضود.
والمدقّق يجد أنّ المسألة الأخلاقيّة
كانت في النظرة الدينية (وهذا ما يهمنا هنا) جزءاً لا يتجزأ من النظرة الشاملة إلى
الحياة والسلوك (الإنساني) ؛ وذلك أنّ المسوِّغ الأساسي والوحيد للخير والشرّ ، وما
بينهما من ألوان المستحبّ أو المكروه أو المباح إنّما يرجع إلى الالتزام بما تأمر
به التعاليم السماوية ص وتنصُّ عليه الكتب المقدّسة [١].
وهذا ما يؤكّده ديننا الإسلامي الحنيف
الذي ختم الله به الرسالات وأكملها ، ورسول الإسلام الخاتم الحبيب المصطفى صلىاللهعليهوآله قال : «إنّما بُعثتُ لأُتمّم
مكارم الأخلاق»[٢].
فإكمال الأخلاق لا يتمّ إلاّ بالالتزام
بأخلاق رسول الإسلام وسنّته المطهّرة ، وما وصل إلينا من سنن آله الأطهار الأبرار
(صلوات الله عليهم أجمعين).
والأخلاق تمثّل أهم الجهات الإنسانيّة
التي عني بها دين الإسلام ، واهتمَّ