اسم الکتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة المؤلف : جلال معاش الجزء : 1 صفحة : 31
أو (وخز الضمير).
والشعور الأخلاقي يشبه الشعور الديني من
حيث أنّ الخروج على الأخلاق أشبه بالخروج على القداسة الدينية ، ولكنّ مصدر القيمة
الدينية خارجي عن الإنسان ، في حين أنّ الشعور الأخلاقي يستقي من الوجدان ذاته
أحكامه الآمرة ، وهذه الأحكام تطرح على بساط البحث مصير الإنسان وخلاصه كما يطرحها
الشعور الديني [١].
فالشعور الديني : هو الالتزام بالقواعد
الشرعية التي حدّدها الشارع المقدّس (الله) سبحانه وتعالى في رسالاته المتتالية
لبني البشر ؛ ولذا أطلقنا عليه أنّه من الخارج : أي خارج النفس البشرية. أمّا
الضمير والوجدان فهما من الذّات البشرية من داخلها وصميمها فهما داخليان. وهنا
نلتقي بالكلمة المشهورة عن الإمام موسى الكاظم عليهالسلام
: «إنّ لله
على الناس حجّتين : حجّة ظاهرة ، وحجّة باطنة. فأمّا الظاهرة فالرسل والأنبياء
والأئمّة ، وأمّا الباطنة فالعقول»[٢].
ولهذا كان من المحتوم أن يحذّر الإنسان
نفسه (الأمّارة) التي بين جنبيه ، ويحتاط ضدّ الانحياز ، والأحكام المسبقة ، والتقليد
الأعمى. فأين الخير والشرّ من الوجدان ، إن كان الوجدان حائراً أو ضالاً ، أو
شاكاً أو موسوساً ، أو مبطلاً طالحاً ، ولم يكن سليماً أصيلاً نيّراً ، واعياً
مستقيماً ، بل معصوماً؟!