responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة المؤلف : جلال معاش    الجزء : 1  صفحة : 284

وأعلن ذلك على رؤوس الأشهاد ، راحوا يعدّون العدّة لاغتياله في حرم جدّه (المدينة المنوّرة) ، فما كان منه إلاّ أن أعدَّ واستعدَّ للهجرة إلى مكة المكرّمة ؛ طلباً للحماية الإلهيّة وحاجّاً للبيت العتيق ، وقبل خروجه من المدينة ذهب إلى قبر جدّه وروضته ولاذ بها مودِّعاً بهذه الكلمات النورانيّة : «السّلامُ عليك يا رسول الله ، أنا الحسين بن فاطمة ، فرخك وابن فرختك ...».

ولمّا كانت الليلة الثانية خرج الحسين بن علي عليه‌السلام إلى القبر أيضاً وصلّى ركعات ، فلمّا فرغ من صلاته جعل يقول :

«اللّهمّ إنّ هذا قبرُ نبيّك محمّد وأنا ابن بنت نبيّك ، وقد حضرني من الأمر ما قد علمتَ. اللّهمّ إنّي أحبُّ المعروف وأكره المنكر ، وأنا أسألك يا ذا الجلال والإكرام بحقّ هذا القبر ومَنْ فيه إلاّ اخترت لي ما هو لك رضى ولرسولك رضى».

ثمّ جعل يبكي عند القبر حتّى إذا كان قريباً من بياض الصبح وضع رأسه على القبر فأغفى ، فإذا هو برسول الله قد أقبل في كتيبة من الملائكة عن يمينه وعن شماله وبين يديه حتّى ضمّ الحسين إلى صدره وقبَّل بين عينيه ، وقال : «حبيبي يا حسين ، كأنّي أراك عن قريب مُرمّلاً بدمائك ، مذبوحاً بأرض كربٍ وبلاء ، من عصابةٍ من أُمّتي ، وأنت مع ذلك عطشان لا تُسقى ، وظمآن لا تُروى ، وهم مع ذلك يرجون شفاعتي ، لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة. حبيبي يا حسين ، إنّ أباك وأُمّك وأخاك قدموا عليّ وهم مشتاقون إليك ، وإنّ لك في الجنان لدرجات لن تنالها إلاّ بالشهادة».

فجعل الحسين عليه‌السلام في منامه ينظر إلى جدّه ويقول : «يا جدّاه ، لا حاجة لي

اسم الکتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة المؤلف : جلال معاش    الجزء : 1  صفحة : 284
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست