اسم الکتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة المؤلف : جلال معاش الجزء : 1 صفحة : 281
شيء ولا حتّى الدفن
، وهذه شهادة بأنّ معاوية وأصحابه ليسوا من الإسلام في شيء.
والشجاعة الأدبيّة في كلمات أبي الأحرار
الحسين عليهالسلام
كانت عالية ، بحيث لم يترك معاوية يتيه ويفخر بأنّه قتل شيعة أمير المؤمنين عليهالسلام وأصحابه ، فبعد
الصفعة الأولى وقبل أن يستيقظ معاوية من ألمها ثنّى عليه الإمام الحسين عليهالسلام بالصفعة الأخرى
لتكون أشدّ ألماً وقوّة.
فقال له : «لقد بلغني وقيعتك في عليّ عليهالسلام»
أي أنّك تسبّه ، وهذِهِ سُنّة سيئّة أنت محاسب عنْها ، وقد استمرت هذه السُنّة في
الأُمّةِ الإسلاميّة عشرات السنوات ، وتصل بالعيب إلى بني هاشم وهَمْ مَنْ هم في
دنيا الفضائل والإسلام. فإنْ فعلتَ ذلكَ فعليكَ أنْ ترجعَ إلى نفسِكَ وتقف معها
وقفةً صادقةً ، ألستَ تَراها مَحشوَّةً بالعيوبِ العظامِ ، وأعظم عيوب بني هاشم هي
أصغر عيوبك فيك؟!
فإيَاكَ أنْ تشدَّ وِترَ القوسِ الذي لا
تملكه ، وتصطادَ غيرَ هدفِكَ ، فإنَّ ذلكَ دلالةٌ على قلّةِ العقلِ ، والجهلِ وسوء
التدبير ، والطاعة لابن النابغة عمرو بن العاص شانئ رسول الله صلىاللهعليهوآله وأهل بيتهِ في
العداوة والمحاربة للإمام عليهالسلام
وأهل بيته الكرام جميعاً.
وفي الرسالة التي سبق أن نقلناها قرأت
قول الإمام الحسين عليهالسلام
فيها : «وإنّي لا
أعلمُ فتنةً أعظم على هذه الأُمّة من ولايتك عليها ، ولا أعلمُ نظراً لنفسي ولديني
ولأُمّة محمد صلىاللهعليهوآله وعلينا أفضل من أن
أجاهدك ، فإن فعلت فإنّه
اسم الکتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة المؤلف : جلال معاش الجزء : 1 صفحة : 281