والفقر : هو ذلّ حاضر للإنسان ، قاتله
الله ما أبشعه! وأمّا المرض : فإنّه منبع الألم ، وربما يكون مقدّمة للموت. فالثلاثة
يجمعهم الموت قاصم الظهور ، ومذلّ مَنْ في القصور.
وعلى الإنسان أن يعتبر بالماضين قبل أن
يصبح عبرة للأجيال الآتية ، ويعمل لعمار آخرته في دنياه ، لا أن يعمل للدنيا
وعمارها بخراب الآخرة ونسيانها. وبين يدينا موعظة جميلة جدّاً بهذا المعنى لأبي
عبد الحسين عليهالسلام
يقول فيها :
«يابن
آدم ، تفكّر وقل : أين ملوكُ الدنيا وأربابها الذين عمّروا واحتفروا أنهارها
وغرسوا أشجارها ، ومدنوا مدائنها؟ فارقوها وهم كارهون ، وورثها قومٌ آخرون ، ونحن
بهم عمّا قليلٍ لاحقون.
يابن
آدم ، اذكر مصرعك ، وفي قبرك مضجعك ، وموقفك بين يدي الله تشهد جوارحك عليك يوم
تزلُّ فيه الأقدامُ ، وتبلغ القلوب الحناجر ، وتبيضُّ وجوهٌ ، وتسودٌّ وجوهٌ ، وتبدو
السرائرُ ، ويوضعُ الميزانُ بالقسط.
يابن
آدم ، اذكر مصارع آبائك وأبنائك ، كيف كانوا وحيث حلّوا؟ وكأنّك عن قليلٍ قد حللت
محلّهم ، وصرت عبرةً للمعتبر».
وأنشد
شعراً :