اسم الکتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة المؤلف : جلال معاش الجزء : 1 صفحة : 211
إنّ مناقبيّات سيّد الشُّهداء الحسين بن
علي عليهماالسلام
كانت عظيمة جدّاً مع هؤلاء الكوكبة من العبيد الذين فاقوا على الكثيرين من اُولئك
الذين فاتتهم المسيرة الحسينيّة ، وهم في أعلى مراتب الإسلام كعبد الله بن العباس
وغيره من أعلام الإسلام.
وكُتب السيرة والمقاتل تروي أنّ الإمام عليهالسلام كان كلّما سقط واحد
من هؤلاء العبيد يذهب إليه ويرفع رأسه ويحتضنه رقةً وحُبّاً به ، فكان يودّع
الدنيا وهو في حجر الحسين عليهالسلام.
فلمّا صُرع واضح التركي مولى الحرث
المذحجي استغاث بالحسين عليهالسلام
فأتاه أبو عبد الله واعتنقه ، فقال : مَن مثلي وابن رسول الله صلىاللهعليهوآله واضع خدّه على خدّي؟!
ثمّ فاضت نفسه الطاهرة [١].
وكذلك كان حال أسلم مولى الحسين عليهالسلام حيث مشى إليه
واعتنقه وكان به رمق ، فتبسّم وافتخر بذلك ومات [٢].
تلك هي الأخلاق الإسلاميّة العظيمة التي
لا تفرّق بين عبد رقيق وسيّد جليل ، ولا بين أبيض وأسود ، بل إنّ التفاضل بالأعمال
والتقوى وليس بالأحساب والأنساب.
فأين اُولئك الذين
يدَّعون الحريّة والديمقراطيّة وحقوق الإنسان؟!
هلاّ قرؤوا الإسلام الحنيف وأخلاقيّات
أهل البيت الأطهار عليهمالسلام
، لا سيما
[١]ـ مقتل الحسين ـ
للمقرّم ص ٢٤٩ ، مقتل الخوارزمي ٢ ص ٢٤.