اسم الکتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة المؤلف : جلال معاش الجزء : 1 صفحة : 184
فانبرى إلى الإمام عليهالسلام بعض أصحابه قائلين
: ننشدُكَ الله إلاّ انصرفت من مكانك ؛ فإنّه ليس لك بالكوفة ناصرٌ ولا شيعةٌ ، بل
نتخوّفُ أن يكونوا عليك.
ويلتفت الإمام القائد إلى بني عقيل
ويقول لهم : «ما ترونَ
فقد قُتل مسلم؟».
فوثب الفتية وهم يُعلنون استهانتهم
بالموت قائلين : لا واللهِ ، لا نرجعُ حتّى نُصيب ثأرَنا ، أو نذوقَ ما ذاق مسلم.
وبعد ما سمع الإمام عليهالسلام هذه المقالة ، قال
: «لا خير في
العيش بعد هؤلاء».
ولمّا سار من الموضع الذي أتاه فيه
الخبر باتّجاه العراق لإكمال المسيرة ، وإذا به يلتقي بالشاعر العربي الحسن بن
هانئ المعروف بالفرزدق ، فسلّم عليه وقال : يابن رسول الله صلىاللهعليهوآله كيف تركن إلى أهل
الكوفة وهم الذين قتلوا ابن عمّك مسلم بن عقيل وشيعته؟!
قال : فاستعبر الحسين عليهالسلام باكياً ، ثمّ قال :
«رَحِمَ
الله مسلماً ، فلقد صارَ إلى روح الله وريحانه ، وجنّته ورضوانه ، أما إنّه قد قضى
ما عليه وبقي ما علينا».