اسم الکتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة المؤلف : جلال معاش الجزء : 1 صفحة : 182
أمّا القائد العسكري فإنّه أحفظ
للمعلومات ، ولديه قاعدة تقول : تُعطى المعلومات بحجم المسؤوليات. أي أنّك كقائد
عسكري لا تُعطي كلّ المعلومات التي بحوزتك لكلّ عناصرك فتكون قد فضحت نفسك وجندك ؛
لأنّ العدو يراقبك ، وربما يكون له عيون وجواسيس في جيشك ، فاكتم الأوامر
والمعلومات الهامّة والضرورية ، وأعطِ كلّ قائد أو مرؤوس بحجم المهمّة التي تكلّفه
بها ، وعدا ذلك هو مقتله بالنسبة لك.
أمّا الإمام الحسين عليهالسلام فكان عكس جميع
القادة السياسيين والعسكريين على طول المدى ؛ لأنّه منذ البداية يقول : سوف نُحارب
في نهضتنا ، ولكنّ نجاحنا في أن نُقتل في سبيل الله ، وهذه الحقيقة لم يدركها
الكثيرون في ذاك الزمان وحتى يومنا هذا ، كيف ينجح مَنْ يُقتل؟!
لهؤلاء نقول : انظروا إلى حركة الإمام
الحسين عليهالسلام
ونهضته المباركة وتدبّروا ، هل نجح هو أم الذين قتلوه على بطحاء كربلاء؟!
وأمّا المعيار العسكري فإنّ النجاح يكون
بتحقيق الهدف ، أو المهمّة التي كُلّفَ بها ، فإذا حقّقت مهمّتك وقُتلت فإنّك ناجح
لا شك ، والإمام الحسين عليهالسلام
كان الهدف من نهضته إحياء سُنّة جدّه المصطفى صلىاللهعليهوآله
وسيرة أبيه أمير المؤمنين عليهالسلام
، وبالتالي المحافظة على الدين الإسلامي الحنيف من الانحراف الأموي البغيض ، وبهذا
نجح الإمام عليهالسلام
أيّما نجاح ، فما زال ذكر سيّد الشهداء الحسين بن علي عليهالسلام وعاشوراء الأحرار
تشكّل خطراً على كلّ المستكبرين والطّغاة في العالم أجمع.
اسم الکتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة المؤلف : جلال معاش الجزء : 1 صفحة : 182