اسم الکتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة المؤلف : جلال معاش الجزء : 1 صفحة : 128
مكّة المكرّمة بين
المسلمين الأوائل ، وفي المدينة بين المهاجرين والأنصار ، فكانت حركة مباركة لم
يشهدها تاريخ الإنسان من قبل الإسلام ولا من بعده.
وما أحوجنا في هذا العصر إلى هذه
الأُخوّة ؛ لأنّه لو تكوّنت الأُمّة الإسلاميّة من جديد ، وعادت الأُخوّة
الإسلاميّة على ما كانت عليه ، وغدت الأُمّة تحت قيادة رشيدة منيعة ، كقيادة رسول
الله صلىاللهعليهوآله
لأمكن تخليص العالم من ويلاته ، وصياغة العالم صياغة جديدة يسود فيها كلّ خير
ورفاه [١].
تحية السلام في الخلق
الحسيني
إنّ الإمام الحسين عليهالسلام كان ابن الإسلام
الحنيف ، والداعي إلى الله ، وقائد الأُمّة في ذلك الزمن ، والإسلام دين الحرية
والرفاه والسّلام ، وليس دين الدم والعنف والسيف كما يصوِّره الأعداء في هذه
الأيّام.
فالإسلام كلّه سلام وطمأنينة في الدنيا
والآخرة ، ولا يمكن للبشريّة أن تنعم بالأمن والاطمئنان إلاّ بالالتزام بقوانين
وشرائع الإسلام الحنيف ، ولا يمكن لأحد أن يحقّق السعادة المرجوّة إلاّ تحت رايته
المظفّرة.
وأخلاقيّات سبط الحبيب المصطفى وأقواله
في هذا الباب لطيفة وجميلة ؛ فإنّه يقول ويفعل ما يقتضيه الموقف الرفيع ، والأخلاق
العالية ، ويدعو الأُمّة لإفشاء السّلام فيما بينها ، كما كان يفعل جدّه رسول الله
صلىاللهعليهوآله
من قبل.
يقول الإمام عليهالسلام : «البخيلُ مَنْ بخِلَ
بالسّلام»[٢].