اسم الکتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة المؤلف : جلال معاش الجزء : 1 صفحة : 107
والتشريعي منها.
فعلماء الأحياء ، وأطباء العيون ، يقولون
: إنّ البكاء له فوائد عظيمة وجليلة للعين الباكية ، وللجسد الحامل لها ، وللنفس
التي تحرّك ذلك الجسد الباكي أو المتباكي.
فإفراز ذلك الدمع وغزارته يكون من الغدد
الدمعية ، (وقديماً كانوا يعبّرون عنها أنّها من بخار الدم) ، فأوّل ما يفعله
الدمع أنّه يغسل العين من الداخل وينقّيها من الشوائب العالقة أو الطارئة الواقعة
فيها.
ثم تفتح الأقنية الواصلة ما بين العين
والأنف فينظّف الأنف كذلك ، وتتفتَّح المجاري التنفسية الهوائية ، وكذلك أقنية
التهوية للأذن ، ولهذه العملية ما لها من الفائدة على الأذن الوسطى والسمع بشكل
عام.
إنّ الإفرازات التي تخرج من العين
والأنف تخفّف الضغط عن الرأس ، فيرتاح الإنسان كثيراً عندما يبكي ، لا سيما إذا
كانت به علّة في رأسه كالصداع وغيره.
والبكاء يريح النفس ، ويسكن القلب
المضطرب ؛ ولهذا فإنّ العلماء ينصحون الإنسان بالبكاء والنحيب عوضاً عن الحصر
والكبت ؛ لأنّ البكاء يعيد للجسم والنفس التوازن المفقود من جرَّاء الضغوط عليهما.
ولهذا ترى أنّ علماء النفس والأخلاق لم
يجدوا بين الصّفات الإنسانيّة كلّها صفة أفضل وأشرف من الرحمة ، ورقّة القلب على
الآخرين ، حتّى إنّ بعض الفلاسفة عدل عن تعريف الإنسان (بالحيوان الناطق) إلى أنّه
(حيوان عطوف) ، وعليه فلا إنسانيّة مطلقاً بدون عطف على مصائب الآخرين ، وبدون
الرحمة
اسم الکتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة المؤلف : جلال معاش الجزء : 1 صفحة : 107