اسم الکتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة المؤلف : جلال معاش الجزء : 1 صفحة : 106
وقال عليهالسلام
: «أنا قتيلُ
العبرةِ ، لا يذكرني مؤمنٌ إلاّ استعبر»[١].
البكاء على المولى الشهيد ، بل سيّد
الشهداء ، الإمام الحسين عليهالسلام
تلك هي مسألة المسائل في هذا العصر الحديث ، وما هذا الكتاب ، وهذه الدراسة إلاّ
نفثة مصدور ـ كما تقدّم ـ ردّاً على اُولئك الذين يريدون مصادرة الإمام الحسين عليهالسلام منّا ، ومنعنا حتّى
من البكاء عليه. فما ذنبنا إذا كنّا نحبّ ، بل نعشق ذاك الإمام العظيم؟ ونعمل على
تجديد ذكراه الأليمة ؛ لنجدّد العزم على الطلب بثأره في كلّ عام ، وفي كلّ يوم إن
استطعنا بإعلان الولاء المطلق له ، والتبرؤ من أعدائه وقاتليه قديماً وحديثاً وفي
كلّ زمان ومكان.
فلسفة البكاء على سيّد
الشهداء عليهالسلام
والبكاء يا عزيزي ناتج عن رقّة القلب ، واهتياج
النفس الناجم عن شدّة الحزن أو الفرح ؛ لأنّ الإنسان عندما يضحك كثيراً يبكي ، أو
عندما يُفاجأ بأمر جميل قد يجهش بالبكاء. وهذا ما نسمّيه بـ (دموع الفرح ، أو بكاء
الفرح).
وأمّا بكاء الحزن والمصيبة ، فهو أمر
معروف ومألوف لدى جميع البشر إلاّ مَنْ حرمهم الله من نعمة البكاء ، وهؤلاء يتمنّون
لو أنّهم يستطيعون البكاء أحياناً.
فالبكاء نعمة حقيقية لِمَنْ يتأمّلها ، أو
يتدبّرها بعين فاحصة ، وفكر وقّاد ، وبصيرة منارة بأنوار الوحي الإلهي ، ولا بأس
بنا ، يا أخي الكريم ، هنا من أن نلتفت إلى عالمنا المعاصر وثورته العلمية ، لا
سيما مجال الطبّ البشري