اسم الکتاب : الإمام المهدي المصلح العالمي المنتظر المؤلف : المروجي الطبسي، محمد جواد الجزء : 1 صفحة : 60
فنبيّ الله صالح عليهالسلام
غاب عن قومه فترة
من الزمن ثمّ رجع إليهم ، فافترق النّاس فيه إلى ثلاثة فِرق : فرقة أنكروا
نبوّته ، وفرقة ما زالت في الشكّ ، وفرقة بقيت على الوفاء بعدها وإيمانها
به.
وأمّا إدريس ، فغاب عن قومه بعد مواجهة
طاغوت عصره ما يقارب عشرين سنة. فقال لعشرة من أتباعه قبل غيبته : « لقد
دعوت الله عزّ وجلّ أن يحبس قطر السماء عن هذه البلدة فاخرجوها أنتم منها
أيضاً. وهكذا إلياس عليهالسلام الذي خرج إلى الصحاري والقفاز ، وغاب عن قومه سبع سنين. وهكذا موسى عليهالسلام غاب سبع وعشرون سنة ، ودانيال عليهالسلام
غاب تسعين سنة » [١].
فتحصّل أنّ المسألة لم تنحصر في الإمام
المهدي فقط ، بل سبقه جمع من الأنبياء عليهم صلوات الله الملك العلاّم.
السؤال الخامس عشر
ما
هي علّة غيبة الإمام المهدي عليهالسلام ؟
الجواب : قلنا إنّ مسألة الغيبة تعتبر
من الأسرار الإلهيّة ، ولا يعرف سرّها إلى اليوم غير المعصومين عليهمالسلام
، ومن هنا لما طرحت مسألة الغيبة قبل ولادة المهدي عليهالسلام
كثرت الأسئلة عنها ، ولمّا لم يؤذنوا بإفشاء هذا السرّ ، جهل النّاس علّة ذلك.
يقول عبدالله بن الفضل الهاشمي : « سمعت
الإمام الصادق عليهالسلام
يقول ـ لمّا سألته عن وجه الحكمة في غيبته : ـ وجه
الحكمة في غيبته وجه الحكمة في غيبات من تقدّمة من حجج الله تعالى ، إنّ وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف إلاّ بعد ظهوره ،