اسم الکتاب : الإمام المهدي المصلح العالمي المنتظر المؤلف : المروجي الطبسي، محمد جواد الجزء : 1 صفحة : 151
فيه سبحانه : (
وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا )[١]
، وقد تظاهرت الأخبار عن أئمّة الهدى من آل محمّد عليهمالسلام
في أنّ الله تعالى سيعيد عند قيام المهدي قوماً ممّن تقدّم موتهم من
أوليائه وشيعتته ليفوزوا بثواب نصرته ومعونته ، ويبتهجوا بظهور دولته ،
ويعيد أيضاً قوماً من أعدائه لينتقم منهم ، وينالوا بعض ما
يستحقّونه من العذاب في القتل على أيدي شيعته ، والذلّ والخزي بما يشاهدون
من علوّ كلمته ، ولا يشكّ عاقل أنّ هذا مقدور لله تعالى غير مستحيل في نفسه
، وقد فعل الله ذلك في الاُمم الخالية ، ونطق القرآن بذلك في عدّة مواضع ،
مثل قصّة عزير وغيره على ما فسّرناه في موضعه ، وصحّ عن النبيّ صلىاللهعليهوآله
قوله : « سيكون في
اُمّتي كلّ ما كان في بني إسرائيل حذو النعل بالنعل ، والقذة بالقذة ، حتّى لو أنّ أحدهم دخل جحر ضبّ لدخلتموه
، على أنّ جماعة من
الإماميّة تأوّلوا ما ورد من الأخبار في الرجعة على رجوع الدولة والأمر
والنهي دون رجوع الأشخاص وإحياء الأموات ، وأوّلوا الأخبار الواردة في ذلك
لمّا ظنّوا أنّ الرجعة تنافي التكليف وليس كذلك ؛ لأنّه ليس فيها ما يلجئ
إلى فعل الواجب والامتناع من القبيح والتكليف يصحّ معها كما يصّح مع ظهور
المعجزات الباهرة والآيات القاهرة ، كفلق البحر وقلب العصا ثعباناً وما
أشبه ذلك ؛ ولأنّ الرجعة لم تثبت بظواهر الأخبار المنقولة فيتطرّق التأويل
عليها ، وإنّما المعول في ذلك على إجماع الشيعة الإماميّة ، وإن كانت
الأخبار تعضده ويؤيّده » [٢].
كلام
العلاّمة المجلسي
وتحدّث العلاّمة المجلسي رحمهالله عن الرجعة وقال : «
اعلم يا أخي أني لأظنّك ترتاب