responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعلام الهداية الإمام الحسين سيد الشهداء المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام    الجزء : 1  صفحة : 42

نتيجة الخروج لطلب الإصلاح ، وإحياء رسالة جدّه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والوقوف في وجه الظلم والفساد ، فخرج وهو مسلّم لأمر الله وساع لابتغاء مرضاته ، وها هو عليه‌السلام يردُّ على الحرّ بن يزيد الرياحي حين قال له : اُذكّرك الله في نفسك ؛ فإنّي أشهد لئن قاتلت لتُقتلنّ ، ولئن قوتلت لتهلكنّ. فقال له الإمام أبو عبد الله عليه‌السلام :

أبالموت تخوّفني؟! وهل يعدو بكم الخطب أن تقتلوني؟! ما أدري ما أقول لك ، ولكن أقول كما قال أخو الأوس لابن عمّه :

سأمضي وما بالموت عارٌ على الفتى

إذا ما نوى خيراً وجاهد مسلما

وواسى رجالاً صالحين بنفسه

وخالف مثبوراً وفارق مجرما

فإنْ عشت لم أندم وإنْ متّ لم اُلَم

كفى بك ذلاً أن تعيش وتُرغما [١]

ووقف عليه‌السلام يوم الطفّ موقفاً حيّر به الألباب وأذهل به العقول ، فلم ينكسر أمام جليل المصاب حتّى عندما بقي وحيداً ، فقد كان طوداً شامخاً لا يدنو منه العدوّ هيبةً وخوفاً رغم جراحاته الكثيرة حتّى شهد له عدوّه بذلك ، فقد قال حميد بن مسلم : فوالله ، ما رأيت مكثوراً قطّ قد قُتل ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جأشاً ولا أمضى جناناً منه ؛ إن كانت الرجّالة لتشدّ عليه فيشدّ عليها بسيفه فيكشفهم عن يمينه وشماله انكشاف المعزى إذا اشتدّ عليها الذئب [٢].

٥ ـ إباؤه عليه‌السلام :

لقد تجلّت صورة الثائر المسلم بأبهى صورها وأكملها في إباء الإمام


[١] تأريخ الطبري ٤ / ٢٥٤ ، والكامل في التأريخ ٣ / ٢٧٠.

[٢] أعلام الورى ١ / ٤٦٨ ، وتأريخ الطبري ٥ / ٥٤٠.

اسم الکتاب : أعلام الهداية الإمام الحسين سيد الشهداء المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام    الجزء : 1  صفحة : 42
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست