responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعلام الهداية الإمام الحسين سيد الشهداء المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام    الجزء : 1  صفحة : 116

مواجهةُ معاوية وبيعة يزيد :

أعلن الإمام الحسين عليه‌السلام رفضه القاطع لبيعة يزيد وكذا زعماء يثرب ؛ فقرّر معاوية أن يسافر إلى يثرب ليتولّى بنفسه إقناع المعارضين ، فاجتمع بالإمام وعبد الله بن عباس ، فأشاد بالنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وأثنى عليه ، وعرض بيعة ابنه ومنحه الألقاب الفخمة ، ودعاهما إلى بيعته، فانبرى الإمام عليه‌السلام فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال :

«أمّا بعد يا معاوية ، فلن يؤدّي المادح وإن أطنب في صفة الرّسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقد فهمتُ ما لبست به الخلف بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من إيجاز الصّفة ، والتنكّب عن استبلاغ النّعت ، وهيهات هيهات يا معاوية! فضح الصبحُ فحمةَ الدُّجى ، وبهرت الشمسُ أنوار السّرج ، ولقد فضّلت حتّى أفرطت ، واستأثرت حتّى أجحفت ، ومنعت حتّى بخلت ، وجُرت حتّى تجاوزت ، ما بذلت لذي حقّ من اسم حقّه من نصيب حتّى أخذ الشّيطان حظّه الأوفر ونصيبه الأكمل.

وفهمتُ ما ذكرته عن يزيد من اكتماله ، وسياسته لاُمّة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، تريد أن توهم النّاس في يزيد ، كأنّك تصفُ محجوباً ، أو تنعت غائباً ، أو تخبر عمّا كان ممّا احتويته بعلم خاصّ ، وقد دلّ يزيد من نفسه على موقع رأيه ، فخذ ليزيد فيما أخذ به من استفرائه الكلاب المهارشة عند التحارش ، والحمام السّبق لأترابهنّ ، والقيان ذوات المعازف ، وضروب الملاهي ، تجده ناصراً.

ودع عنك ما تحاول ، فما أغناك أن تلقى الله بوزر هذا الخلق بأكثر ممّا أنت لاقيه! فوالله ما برحتَ تقدح باطلاً في جور ، وحنقاً في ظلم حتّى ملأتَ الأسقية ، وما بينك وبين الموت إلاّ غمضة ، فتقدم على عمل محفوظ في يوم مشهود ، ولات حين مناص، ورأيتك

اسم الکتاب : أعلام الهداية الإمام الحسين سيد الشهداء المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام    الجزء : 1  صفحة : 116
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست