responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 65

بالإسلام ونبيِّ الإسلام. وبتلك المُناسبة نزلت الآية الكريمة [١]. في حين أنَّ عدداً مِن الآخرين تركوا العمل بها ، ودفعوا حياتهم في سبيل ذلك : كميثم التمَّار ، وسعيد بن جبير [٢] ، وحجر بن عدي [٣] ، وزيد بن علي


[١] سورة النحل آية ١٠٦ وهو قوله تعالى : (مَن كَفَرَ باللهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ الله).

[٢] سعيد بن جبير : لقد كان سعيد مِن التابعين ، وكان معروفاً بالزُّهد والعبادة وعلم التفسير ، وكان يُسمَّى (جَهْبد العلماء) ، وكان يُصلِّي خلف الإمام زين العابدين عليه‌السلام ، فأخذه خالد بن عبد الله القسري وأرسله إلى الحجَّاج فلمَّا رآه قال له : ما اسمك؟ قال : سعيد بن جبير. قال : بلْ شقيُّ بن كُسير. قال : إنَّ أُمِّي أعلم باسمي منك. قال : شقيت أنت شقيت أُمُّك. قال : الغيب يعلمه غيرك. قال : لأبدِّلنَّك ناراً تلظى. قال : لو علمت أنَّ ذلك بيدك لاتَّخذتك إلهاً. قال : فما قولك في محمّد؟ قال : نبيُّ الرحمة وإمام الهُدى. قال : فما قولك في علي : أهو في الجَنَّة أو في النار؟ قال : لو دخلتها وعرفت مَن فيها عرفت أهلها. قال : فما قولك في الخلفاء؟ قال : لستْ عليهم بوكيل. قال : فأيُّهم أحبُّ إليك؟ قال : أرضاهم للخالق. قال : فأيُّهم أرضى للخالق؟ قال : علم ذلك عند الذي يعلم سِرَّهم ونجواهم. قال : أبيت أنْ تُصدِّقني! قال : بلْ لم أُحبَّ أنْ أُكذِّبك. قال الحجَّاج : فاختر أيَّ قتله أقتلك. قال سعيد : اختر لنفسك ـ يا حجَّاج ـ فو الله ، ما تقتلني قتله إلاَّ قتلك الله مثلها في الآخرة قال : أفتُريد أنْ أعفو عنك؟ قال : إنْ كان العفو فمِن الله. وأمَّا أنت فلا براءة لك ولا عذر. قال الحجَّاج : اذهبوا به فاقتلوه ، فلمَّا خرج من الباب ضحك. فأُخبر الحجَّاج بذلك فأمر بردِّه وقال : ما أضحكك؟! قال : عجبت مِن جُرأتك على الله وحِلم الله عنك. فأمر الحجَّاج بالنطع فبًسط ، فقال : أقتلوه. قال سعيد : وجَّهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً مُسلماً وما أنا مِن المُشركين. قال : شدُّوا به لغير القبلة! قال سعيد : فأينما تولُّوا فثمَّ وجه الله. قال : كبُّوه على وجهه. قال سعيد : منها خلقناكم وفيها نُعيدكم ومنها نُخرجكم تارة أُخرى. قال الحجَّاج : اذبحوه. قال سعيد : أمَّا أنَّي أَشهد وأحاجُّ أنْ لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له ، وأنَّ محمّداً عبده ورسوله. خُذْها منِّي حتَّى تلقاني يوم القيامة. ثمَّ دعا سعيد الله فقال : اللَّهمَّ لا تُسلِّطه على أحد يقتله بعدي ، فذبح على النطع رحمه‌الله. ولم يعش الحجَّاج بعده إلاَّ خمس عشرة ليلة ظلَّ يُنادي فيها مالي ولسعيد بن جبير كلَّما أردت النوم أخذ برجلي. وفيات الأعيان لابن خلكان ج ٢ ص ٣٧٢ ط بيروت مُقارنة بمروج الذهب للمسعودي ج ٣ ص ١٦٤.

[٣] حجر بن عدي : بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة ... بن كندة الكندي ، وهو المعروف بحجر الخير ، وهو بن الأدبر ، وإنَّما قيل لأبيه : عدي الأدبر ؛ لأنَّه طعن على إليته مولِّياً فسُمِّي : الأدبر. وفد على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله هو وأخوه هاني ، وشهد القادسيَّة وكان مِن فُضلاء الصحابة ، وكان على كندة بصِفِّين وعلى الميسرة يوم النهروان ، وشهد الجمل ـ أيضاً ـ مع عليٍّ عليه‌السلام وكان مِن أعيان أصحابه ، ولمَّا ولِّي زياد العراق وأظهر مِن الغلظة وسوء السيرة ما أظهر. خلعه حجر ولم يخلع مُعاوية وتابعه جماعة مِن شيعة

اسم الکتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 65
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست