responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 64

الأمر الثالث : إنَّ الأدلَّة في الكتاب والسُّنَّة على مشروعيَّة التقيَّة ، ليست دالَّة على الإلزام والوجوب ، بلْ على الجواز على ما سنرى.

أو ـ بتعبير آخر ـ : إنَّ العمل بالتقيَّة رخصة لا عزيمة ؛ ومِن هنا يُمكن القول :

إنَّ الإمام الحسين عليه‌السلام كان مُخيَّراً يومئذ بين العمل بالتقيَّة وبين تركها ، ولم يكن يُحبُّ العمل بالتقيَّة في حَقِّه ، وما دام مُخيَّراً فقد اختار الجانب الأفضل في نظره ، وهو فعلاً الأفضل في الدنيا والأفضل في الآخرة ، وهو نيله للشهادة بعد صموده ضِدَّ الانحراف والظلم والظلال.

ومِن هنا ـ أيضاً ـ كان عمل أصحاب الأئمَّة والمعصومين عموماً ، مع العلم أنَّهم كانوا عارفين بالأحكام مُتفهِّمين للشريعة مُرتفعين في درجات الإيمان.

فعمار بن ياسر [١] عَمِل بالتقيَّة حين طلب منه مُشركو قريش الطعن


[١] عمار بن ياسر : هو بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين ... ابن يشجب المُذحجي ، وهو مِن السابقين الأوَّلين إلى الإسلام ، وهو حليف بني مخزوم. أُمُّه سمية وهي أوَّل مِن استُشهد في الإسلام ، وقد قال فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «مَن عادى عمّاراً عاداه الله ، ومن أبغض عماراً بغضه الله». وعن عليٍّ عليه‌السلام قال : «جاء عمار يستأذن على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : إئذنوا له مرحباً بالطيِّب المُطيَّب». وعن عائشة قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «ما خيّر عمار بين أمرين إلاَّ اختار أرشدهما». ومِن مناقبه أنَّه قَدِم المدينة ضحى ، فقال عمار : ما لرسول الله بُدٌّ مِن أنْ نجعل له مكاناً ؛ ليستضلَّ فيه ويُصلِّي فيه فجمع حجارة فبنى مسجد قِبا. وقال عبد الرحمان السلمي : شهدنا صِفِّين مع علي عليه‌السلام فرأيت عمار بن ياسر لا يأخذ في ناحية ولا واد مِن أودية صِفِّين إلاَّ رأيت أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يتْبعونه كأنَّه عَلَم لهم. وشهد خزيمة بن ثابت الجمل ، وهو لا يسلُّ سيفاً ، وشِهَد صفين ولم يُقاتل وقال : لا أُقاتل حتَّى يُقتل عمار فأنظر مَن يقتله ؛ فإنِّي سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «تقتله الفئة الباغية» فلمَّا قُتل قال خزيمة : ظهرت له الضلالة. ثمَّ تقدَّم فقاتل حتَّى قُتل : وقُتل عمار في صِفِّين وعمره يومئد (٩٤) سنة ، وقيل : (٩٣) سنة ، وقيل : (٩١) سنة. واختلف في قاتله ، فقيل : قتله أبو العارية المزني ، وقيل : الجهني. طعنه فسقط فلمَّا وقع اكبَّ عليه آخر فاحتزَّ رأسه. أُسد الغابة ج ٤ ص ٤٣. بتصرُّف واقتضاب.

اسم الکتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 64
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست