اسم الکتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 25
وليس في أغراض
الحسين عليهالسلام
منها ؛ لأنَّ أغراضه الشخصيَّة لم تكن ـ بكلِّ بساطة ـ إلاَّ الامتثال وتحصيل
الثواب شأنه في ذلك شأن أيِّ مؤمن آخر ، يمتثل عملاً واجباً أو مُستحبَّاً.
الأمر
السابع :
إنَّنا لا ينبغي ـ ونحن ننظر إلى فهم التاريخ الإسلامي ـ أنْ ننظر إلى القادة
المعصومين (سلام الله عليهم) كقادة دنيويِّين ، كما عليه تفكير طبقة مِن الناس ، يدَّعون
التمسُّك بالفكر الديني ، ولكنَّهم مُتأثِّرون بالاتِّجاه المادِّي الدنيوي ، فهم
يعتبرون المعصومين قادة دنيويِّين كُبراء ، بل هُمْ بهذه الصفة خير مِن خير القادة
الموجودين خلال العصور كلِّها ، في اتِّصافهم بعُمق التفكير وحصافة الرأي وشجاعة
التنفيذ ونحو ذلك ؛ ومعه يكونون همْ المسؤولون عن أهداف حركاتهم وأقوالهم وأفعالهم
، ولا تكون تلك الأُمور منسوبة إلى الحكمة الإلهيَّة بأيِّ حال.
إلاَّ أنَّني أعتبر ذلك خطأ لا يُغتفر ،
بلْ لا بُدَّ في النظر إليهم كقادة ، مِن أخذ كلِّ الأُصول الدينيَّة والعقائد
الصحيحة بنظر الاعتبار. وقد ثبت أنَّهم معصومون مُسدَّدون مِن قِبَل الله سبحانه ،
فالسؤال عن الحكمة لا بُدَّ وأنْ يكون راجعاً إلى الحكمة الإلهيَّة ، لا إلى
آرائهم الشخصيَّة مَهما كانت مُهمَّة.
وأوضح دليل على ذلك : هو أنَّنا إذا
اعتبرناهم قادة دنيويِّين ؛ فإنَّنا ينبغي أنْ نعترف بفشهلم في كثير مِن
المُهمَّات التي قاموا بها فعلاً ؛ وتكون كثير مِن أفعالهم خالية مِن الحكمة
والمصلحة ، بلْ تكون واضحة الفشل مِن الناحية الدنيويَّة. فمثلاً أنَّ الأمام
الحسين عليهالسلام
قد خرج إلى الكوفة وبالتالي إلى كربلاء ، وهو يعلم أنَّه سوف يموت ، وأنَّ عائلته
سوف تُسبى ، وليس الأمر مُنحصراً به ، بلْ يعلم بذلك عدد مُهمٌّ مِن الناس ؛ ومِن
هنا نصحه المُتعدِّدون أنْ
اسم الکتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 25