responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 226

لو أراد راكبها على أن يكون فارساً ماهراً ، بأن يأمرها أو يقهرها على أن تدوس على أيّ شيء ، فهي سوف تفعل لا محالة.

وهذا واضح لا ينبغي الشكّ فيه ، ومعه ينسدّ ذلك السؤال تماماً بل يبدو سُخفه وضِعته.

وأمّا السؤال الثاني : وقد كان عن صلابة الجسد بحيث لا يمكن أن تؤثر فيه الخيل ، فهو أسخف من سابقه ؛ لأنّنا إن تحدّثنا عن اليدين والرجلين ، كان لهذا السؤال قسطٌ من الوجاهة ، وأمّا لو تحدّثنا عن الجسد نفسه ، أو ما يسمّى بالجذع طبياً ـ وهو المتكوّن من الصدر والبطن ـ فلا وجه للسؤال أصلاً.

وأمّا السؤال الثالث : وهو عن تجنّب الحيوان فعل ذلك هيبة للحسين عليه‌السلام وإجلالاً؟

فجوابهُ : إنّ هذا إنّما يكون بالمعجزة دون غيرها ، وقد كرّرنا عدم إمكان وقوعها في مثل ذلك ، وإذا أراد الله سبحانه مزيد البلاء لمزيد الثواب للحسين عليه‌السلام ، ففي قدرته جلّ جلاله أن يحجب هيبة الحسين وعظمته عن هؤلاء الحيوانات ، ويدعها تعمل على المستوى الطبيعي ، ومن المعلوم أيضاً أنّ الله عزّ وجل حين يريد المزيد من البلاء ، فإنّ جزءاً مهمّاً منه سيكون هو تحمّل المهانة لا محالة ، وهذا لا ينافي ما قلناه في أوّل هذا البحث من أنّ الحسين عليه‌السلام لم يجد الذلّة ، ولم يمرّ بها على الإطلاق ؛ لأنّ غاية ما يثبت هنا : هو أنّ الأعداء أرادوا له الذلّة ، وهذا أمرٌ أكيد لا نستبعده عنهم ، أمّا وقوعها حقيقة عليه أو وقوعه فيها ، فهذا ما نحاشيه (سلام الله عليه) ؛ فإنّ (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) [١].


[١] سورة المنافقين : آية ٨.

اسم الکتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 226
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست