اسم الکتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 202
عقيل وأصحابهما ،
بهذا الرجل المُعيّن ضدّهم ، ولئن كان مسلم بن عوسجة رجلاً اعتيادياً ، مهما كان
عالي الإيمان ، فإنّ مسلم بن عقيل (سلام الله عليه) ، قد أثبتنا له أنّه مؤيّد
ومُسدّد بالإلهام ، فكيف لم يلتفت إلى ذلك؟!
وجواب ذلك يكون على عدّة مستويات :
المستوى
الأوّل : إنّ هذا موجود في قضاء الله وقدره ، وكلّما
كان ذلك ، فلابدّ من حدوثه ، ومطابق للحكمة الإلهيّة ، سواء عَلمنا بسببه أو جهلنا.
المستوى
الثاني : مستوى مَن نعلم أو نحتمل عدم تسديده
وتأييده بالإلهام المباشر ـ لو صحّ التعبير ـ وهم أصحاب مسلم بن عقيل سواه ، فمن
الواضح أنّ العادة في تلك الأجيال ، وهي عادة استمرّت مئات وآلاف السنين ، حتّى لم
تكن كتابة وأوراق تدلّ على الشخصيّة ، كما في الدول الحاليّة ، فكان الناس يسألون
الفرد عن اسمه وانتسابه ، ويُصدّقون منه ذلك على السجيّة والعادة المتّبعة ، وواضحٌ
أنّه لو كذَبَ أيّ شخص في اسمه أو نَسبه ، فسوف يقع في أنواع من المصاعب اجتماعياً
واقتصادياً ، أو يُحتمل وقوعه في ذلك على بعض التقادير ، فكان الناس يُصَدَّقون في
أقوالهم تلك ، وكانوا يُصدِّقون أقوال الآخرين في ذلك ، وليس أصحاب مسلم بن عقيل
سلام الله عليه وعليهم إلاّ جماعة من ذلك المجتمع المعتاد على ذلك.
فإذا انضمّ إلى ذلك حُسن الظاهر
والملاينة والمُسايسة ، فقط أصبحَ الفرد ناجحاً في الامتحان أو الاختبار الاجتماعي
، وانتهى الأمر.
المستوى
الثالث : مستوى النظر إلى المواثيق المغلّظة
التي أخذها مسلم بن عقيل وأصحابه على (معقل) ، وقد أعطاهم من نفسه ما يريدون ، ولم
يكونوا يتصوّرون أنّ شخصاً ما من المسلمين يمكن أن يحيف بالعهد ، أو يحيف باليمين
، وإنّما قيام العلاقات بين الأفراد والمجتمعات كانت ولا زالت على
اسم الکتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 202