اسم الکتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 128
وهذا الإعلام كان ضروريّاً للمجتمع
تماماً ، وإلاّ لذَهبت حركة الحسين عليهالسلام
في طيّ النسيان والكتمان ، ولمَا أثّرت أثرها البليغ في مستقبل الدهر ، فكان من
الضروري في الحكمة الإلهيّة وجود النساء معهُ لكي يُعبّرنَ عن الحسين ويُدافعنَ
عنه بعد مقتله ، ومن هنا «شاء الله أن يراهنّ سبايا» ؛ لأنّ هذا السبي دليل عملي
قاطع على فضاضة أعدائهم وما يتّصفون به من القسوة واللؤم وعدم العناية بالدين ، وهذا
وحدهُ يكفي للإعلام إلى مصلحة الحسين عليهالسلام
فضلاً عن غيره.
وهذا التعريف المتأخِّر عن ثورة الحسين عليهالسلام ليس لأجل مصلحة
الحسين نفسه ، ولا لمصلحة أصحابه المستشهدين معه ؛ لأنّهم نالوا بالشهادة ما رزقهم
الله جلّ جلاله من المقامات العالية في الدار الآخرة ، وإنّما هذا الإعلام أرادهُ
الله سبحانه لأجل الناس وهداية المجتمع ، فما يقال : من أنّه إكمال لثورة الحسين عليهالسلام يراد به الجانب
الظاهري في الدنيا ، لا الجانب الباطني في الآخرة.
وهذا التعريف كما يصلح أن يكون تبكيتاً (*) وفضحاً لأعداء الحسين عليهالسلام في كلّ جيل ، ورَدعاً
عن التفكير في مثل هذه الجريمة النكراء لكلّ حاكمٍ ظالم على مدى التاريخ.
كذلك يصلح لهداية الناس نحو الحسين ، وبالتالي
نحو دين الله عزّ وجل ، ونحو أهداف الحسين الإلهيّة ، وبالتالي نحو طاعة الله عزّ
وجل والتربية الصالحة في إطاعة الدين وعصيان الشهوات والتمرّد على كلّ ظلمٍ وفساد
، سواء كان في المجتمع أو في النفس الأمّارة بالسوء.
فهذا هو الجواب على السؤال الرئيسي
الرابع : هل اهتمّ الحسين عليهالسلام
بعياله؟
(*) تبكيتاً : مثل
بكّته : قَرّعهُ وعنّفهُ (أقرب الموارد : م ١ ، ص ٥٥ مادّة بكت).
اسم الکتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 128