اسم الکتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 127
وجوابهُ
: إنّنا في حدود تصوّرنا الممكن لنا ،
يمكننا أن نحدِّد ونُعدّد عدّة مصالحة حقيقيّة ومهمّة لذلك ، نوجزها فيما يلي :
أوّلاً
: إنّهُ أخذَهم امتثالاً لأمر الله
سبحانه ؛ لأنّه هو الذي أمرَه بذلك.
وهذا صحيح أكيداً ، ومن شواهد تلك
العبارة الواردة : «شاء الله أن يراهنّ سبايا» ، ولكنّنا إذا أردنا الغرض من
الحكمة الإلهيّة في ذلك ، وإنّ الله سبحانه لماذا أمرهُ بذلك ، لم نجد في هذا
السبب وجهاً كافياً ، فنعود إلى الوجوه الأخرى التالية.
ثانياً
: إنّه أخذهم معهُ ليشاركوه في نيل
الثواب العظيم المذخور لشهداء كربلاء ، كلّ منهم بمقدار استحقاقه ، فلماذا يكون
الثواب حكراً على الرجال دون النساء ، ولماذا يكون له منه حصّة الأسد ويُحرم
الباقون ، بل الثواب ينبغي أن يوزّع على أوسع نطاق ممكن؟ وهكذا كان.
ثالثاً
: إنّهم جاءوا معهُ بطلبٍ منهم [١] ، وقد استجابَ لطلبهم فأخذهم معه. وقد
جاء هذا الطلب حُبّاً لهُ وشوقاً إليه واستيحاشاً من فراقه ، وليس كلّ ذلك أمراً
دنيوياً فحسب ، بل هو كذلك بصفته إمامهم وقائدهم ووليّ الله بينهم ، مضافاً إلى
توقّعهم نيل الثواب معه ، كما أشرنا في الوجه السابق.
رابعاً
: إنّهم جاءوا معهُ أو إنّه أخذَهم معه ،
بحسب الحكمة الإلهيّة ليُكملوا ثورة الحسين بعد مقتله ، كما حصلَ ذلك على أفضل وجه
، وذلك بأن يكونوا ناطقين أمامَ المجتمع بأهداف الحسين وأهميّة مقتله والإزراء
بأعدائه ، ويمارسوا الإعلام الواسع حينما لا يكون الرجال قادرين على ذلك بعد موتهم
واستئصالهم.
[١] البحار للمجلسي
ج ٤٤ ص ٢٧٣ ـ اسرار الشهادة للدربندي ص ٢٢٧.
اسم الکتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 127