responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نور من القرآن المؤلف : الأوسي، علي    الجزء : 1  صفحة : 92

أو فحص دقيق ومما تجدر الإشارة إليه أنّ مفهوم الشرك يتّسع لمعان كثيرة ومن هذه الأنماط أن قسماً منهم يؤمنون بوجود الخالق المدبّر ولكن العبادة عندهم يجب أن تتوجّه لأرباب وآلهة صغار كالأصنام أو الكواكب أو الشركاء الذين يفرضون ـ وهذا شأن الوثنيين ـ ولكن في هذا المطلب تكمن مغالطة كبيرة وهوّة تعرّي المنطق الوثني وتحجّه من غير حجّة خارجية إلاّ برهان المناقضة الذي يلفّ اعتقادهم ذاته فهل المخلوق كالخالق؟ وهل يفترض في المخلوقات الجنّ والملائكة وغيرها أن تكون شركاء لله سبحانه مع أنها فقيرة ومحتاجة إلى فيضه سبحانه وتستمدّ وجودها من ذلك الفيض الواسع الكبير؟ أنى يكون ذلك (ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم) [١]؟!

فكلّ الصفات التي يتّصف بها المخلوقون من العلم والحياة والوجود وغيرها كثير هي صفات ناقصة لها مطلق واحد هو الله سبحانه مرجع هذه الصفات ومصدرها المطلق وقد أكّدت الآيات في هذا المقطع القرآني على إرجاع النعم والموجودات لله بعبارة (ومن آياته ..) مثل : خلق الإنسان من تراب وخلق الأزواج وجعل المودّة والرحمة وخلق السماوات والأرض واختلاف البرق خوفاً وطمعاً وإنزال الماء من السماء لإحياء الأرض بعد موتها وقيام السماء والأرض بأمره وغيرها ثمّ جاء قوله تعالى : (له ما في السّماواتو الأرض كلّ له قانتون) [٢].


[١]سورة النحل : ١٦ / ٦٠.

[٢]سورة الروم : ٣٠ / ٢٦.

اسم الکتاب : نور من القرآن المؤلف : الأوسي، علي    الجزء : 1  صفحة : 92
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست