responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نور من القرآن المؤلف : الأوسي، علي    الجزء : 1  صفحة : 87

منبثّة في تضاعيف الكون وطيّات النفوس وحين تغيب عن وجدان الإنسان سيركن إلى ظلمات الأرض ويفقد هداه ويضلّ وتضطرب نفسه وترتعد جوارحه من شدّة الخوف وغياب الأمن وضلال الطريق جاء في دعاء الإمام زين العابدين : «وهب لي نوراً أمشي به في الناس وأهتدي به في الظلمات وأستضيء به من الشك والشبهات» [١].

ومن يتأمّل في مفردات هذا الكون وفي زوايا حياته الاجتماعية ووجوده الإنساني وينظر إلى الطبيعة التي فطرها الله سبحانه وأنشأها وسخرها لخدمته يجد نوراً إلهياً يسري في هذه الموجودات وروحاً عامة تضبط أطرافها (الله نور السّموات والأرض) أي منوّرهما يحسّها في قوانينها المنتظمة المتناغمة مع بعضها بعيداً عن أية حالة فوضوية تعبث في مسيرتها باستثناء الدائرة الاختيارية للإنسان وما ينتج عنها ويترتّب عليها من صنع الإنسان نفسه.

ولكن حين يملأ الشؤم صدر هذا الإنسان ويحاول أن ينظر في هذه الموجودات من نفس غطّتها سحب الضلال وظلمات التيه والانحراف فإنه لا يرى هذا النور الذي يملأ السماوات والأرض إلاّ بقدرما تحياه فطرته من نور الوجود.

وفي هذه الآية الكريمة أضاف الله سبحانه النور لنفسه (مثل نوره) وهنا يذهب السيد الطباطبائي إلى أنّ المقصود به هو النور الذي يلقيه على المؤمنين بدليل قوله تعالى : (يهدي الله لنوره من يشاء). [٢]


[١]الصحيفة السجادية : الدعاء ٢٢.

[٢]تفسير الميزان / الطباطبائي ١٢٥ : ١٥.

اسم الکتاب : نور من القرآن المؤلف : الأوسي، علي    الجزء : 1  صفحة : 87
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست