responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نور من القرآن المؤلف : الأوسي، علي    الجزء : 1  صفحة : 74

فالضالّ الذي ليس على طريف الله يعيش في ظلمات غارق فيها لا يخرج منها فهو في ظلمات عديدة كظلمة النفس والدنيا وتزيين الشيطان فهذا الإنسان الضال يعيش جموداً مطلقاً شاحباً حتى ان تصوراته للكون والحياة تتضيق فلا يرى إلاّ نفسه وما يتعثّر به فهو في ظلمات عديدة لا يخرج منها ولا يستطيع أن يثور عليها لأنها حوّلت الحياة الرحيبة سجناً صغيراً لأفكاره ومشاعره وبذلك تبلّد لديه الفكر الكوني التكاملي وتقطّعت مشاعره تقطعاً.

بينما الإنسان حين تدخل الهداية نفسه وتنبسط روحه لخالقها فإنها تحييه حياة طيبة (فلنحيينّة حياةً طيّبةً) [١]وتثير الحياة والحركة في مقاطعه الميتة فهذا النشور الجديد وهذا الاحياء في ميت الضلالة يمكنه الاستفادة مما حوله وبهذا يقدر على التفاهم مع ما تحيطهمن مفردات بل تضيف الآية الكريمة بعداً آخر في قوله تعالى : (وجعلنا له نوراً يمشي به في النّاس) [٢] فبعد إحيائه وحركته يستطيع إبصار ما حوله بنور إلهي يبدّد له ظلمات النفس والدنيا ثم يمشي في الناس بوحي من هذا النور.

فهذا النور يستتبع أثراً واقعياً ليمشي به في خلق الله من البشر من أجل أن يؤدّي رسالته بين الناس بفعل ما فيه من نور إلهي وأخيراً لا حظ الفرق الكبير متخبّط في ظلمات وبين ميت أحياه الله وجعل له نوراً يستنير به.


[١]سورة النحل : ١٦ / ٩٧.

[٢]سورة الأنعام : ٦ / ١٢٢.

اسم الکتاب : نور من القرآن المؤلف : الأوسي، علي    الجزء : 1  صفحة : 74
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست