responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نور من القرآن المؤلف : الأوسي، علي    الجزء : 1  صفحة : 47
الدنيا هشيم يحترق

(واضرب لهم مثل الحياة الدّنيا كماءٍ أنزلناه من السّماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيماً تذروه الرّياح وكان الله على كلّ شيءٍ مقتدراً) [١].

جاء هذا المثل بعد مثل الجنتين وبين أن الإنسان قد يخدع بالحياة الدنيا فيتصوّرها دائمة له يعيش في كنفها وتدفع عنه نذر الموت إنّ هذه المشاعر والأحاسيس إنّما تتولّد جراء الغفلة وعدم الالتفات الى المنقلب وحينم تطحنه الدنيا بدولابها الكبير يستحيل فاقد الإرادة مستسلماً لم يتمكّن من الرفض ولم يحاول أن يتجاوز ولو مرّة واحدة وقد تحيا الدنيا في نفس محبيها عشقاً يغمر نفوسهم يأخذ بعقولهم لعيداً عن حسابات المنطق الإلهي القويم وهكذا نواجه في حياتنا الكثير من الناس يعيشون فيها لعمارتها وينقطع في ذهنهم شريط الأحداث فلا يرون فيه إلاّ دنياهم الغرور لذلك لا يروق لعاشقيها سماع موظعة أو بيان في أخراهم وإذا سمعو ها لم يعوا مقالةً ولم يفقهوا خطاباً حتى يستسلموا إلى العمى والضلال ويشربوا كأسها إلى الثمالة قال الإمام الكاظم : «مثل الدنيا مثل ماء البحر كلمّا شرب منه العطشان ازداد عطشاً حتى يقتله» [٢].

ولقد جاء هذا المثل لبيان قصر الحياة الدنيا وسرعة انقلابها إلى الفناء


[١]سورة الكهف : ١٨ / ٤٥.

[٢]تحف العقول : ٣٩٦.

اسم الکتاب : نور من القرآن المؤلف : الأوسي، علي    الجزء : 1  صفحة : 47
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست