responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نور من القرآن المؤلف : الأوسي، علي    الجزء : 1  صفحة : 46

والزينة والتفاخر والتكاثر» وهذه الخصال تضفي على دنيا الناس حركة ولكن أيّة حركة هذه؟ إنّها الانشغال والانقطاع للدنيا فتخدع مريديها وتشغلهم وتسرق وقتهم وتأسرهم في أعمال تبعدهم عن الصواب وسلامة المنقلب والملاحظ في هذه الصفات أنّها تستغرق حياة الناس فقد يبدأ الأنسان فيها لا عباً وينتهي ميّالاً للتكاثر في الأموال والأولاد مسروراً بأسباب اللهو والزينة والتفاخر.

ومن أجل بيان هذه الحقيقة والخطر الكامن فيها ضرب القرآن الكريم مثلاً حياتياً يمرّ به الناس كلّهم ويرونه بأعينهم فالحياة الدنيا كالمطر النازل الذي يثير الأرض ويهيجها فيعجب نباته الزارعين وبعد ذلك يصفر وتزول نضارته ثم يصير هشيماً يابساً متكسراً تذروه الرياح فلا يثبت أمام الناظرين ويتلاشى ذلك الوجود بسرعة فلا ينفعهم اعجابهم قال أمير المؤمنين علي : «إن أقبلت غرّت وإن أدبرت ضرّت» [١].

إنّ ضرب هذا المثل يثير في النفوس خطر هذه الدنيا وحقارتها وسرعة زوالها ثم تذكر الآية أن هناك عذاباً شديداً ينتظر أتباع الدنيا ومريديها ومحبّيها بينما المغفرة والرضوان لمن يجعل الدنيا طريقاً للعمل الصالح ويعيش فيها عبداً مطيعاً لله ولا يتأثّر بخصالها الباطلة ثم تذكر الآية أن الدنيا متاع لا يدوم وهو مبني على غرور لا يستند الى حقيقة عملية وهذا نوع انسجام بين بداية الآية وخاتمتها وعلى المرء ان يستحضر على الدوام هذا المعنى الذي يكشف عن حقيقة الدنيا من خلال تعامله مع عقيدته ونفسه والمجتمع من أجل أن تكون ضابطاً وا عياً لكل مواقفه وممارساته العملية.


[١]بحار الأنوار ٢٣ : ٧٨ / ٨٨.

اسم الکتاب : نور من القرآن المؤلف : الأوسي، علي    الجزء : 1  صفحة : 46
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست