responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نور من القرآن المؤلف : الأوسي، علي    الجزء : 1  صفحة : 39

المادية (فذبحوها وما كادوا يفعلون) [١].

لقد جسّد هذا المقطع القرآني جانباً من لجاجة وتعنت بني اسرائيل وتلكؤهم في الاستجابة واصطناع المعاذير بوجه الخطاب الرسالي وأوامر الغيب الإلهي وقد شهد هذا المجتمع آنذاك إنزال النعم والتأييدات الالهية لكنه «للأسف» سرعان ما نكث العهود ونقض المواثيق وانطلت عليه لعبة «السامري» وأمثالها حتى استحال إلى مادة للمكر والخداع.

فهذه النعم اذن لم ترتفع بهم الى مستوى القضية التوحيدية ما داموا يعيشون منطلقات تغاير مبادئ هذا النداء الالهي فقد طغت عليهم مقايسس الربح والخسارة ومديات النفع والضرر وبالتالي ظهرت في تعاملهم مع هذا النور التوحيدي الجديد أمراض الاستعصاء والنفرة بدلاً من الطاعة والامتثال وبهذا التشدد وعدم الطاعة شدّد الله عليهم فألجأهم الى بقرة وحيدة في أوصافها ونعوتها ولولا عنادهم ولجاجتهم هذه لاستطاعوااختيار أية بقرة شاؤوا.

عن أبي الحسن الرضا قال : «إن رجلاً من بني إسرائيل قتل قرابةً له ثمّ أخذه فطرحه على طريق أفضل سبط من أسباط بني إسرائيل ثمّ جاء يطلب بدمه فقالوا الموسى : إن سبط آل فلان قتل فلاناً فأخبرنا من قتله؟ قال : ائتوني ببقرة (قالوا أتتخذنا هزواً قال أعوذ بالله أن أكون من الجهلين) ولو عمدوا إلى بقرة أجزأتهم ولكن شدّدوا فشدّد الله عليهم


[١]سورة البقرة : ٢ / ٧١.

اسم الکتاب : نور من القرآن المؤلف : الأوسي، علي    الجزء : 1  صفحة : 39
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست