responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نور من القرآن المؤلف : الأوسي، علي    الجزء : 1  صفحة : 35

«صفّ التوحيد» بإمكاناته المتاحة وعدده القليل وتفاصيل هذه المواجهة التي ذكرتها كتب السيرة والتاريخ الحديث قد عرض القرآن الكريم جانباً حيوياً منها دون الخوض في تفاصيلها كما هو شأن القرآن في الاقتصار علة مواطن العبرة المتجسّدة هنا في موقف الانفعال بالحدث وحوانبه النفسية قال تعالى : (إذ جآءكم مّن فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصر وبلغت القلوب الحناجر وتنظنون بالله الّظنونا * هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً) [١].

إن هذا التصوير القرآني الرائع يكشف عن اتجاهات هذه النفوس التي ترزح لابتلاء عظيم يمكن وصفه بالزلزال والاضطراب الشديد المحسوس ففي هذا المقطع تتهيأ الأرضية عادة لاطلاق كلّ التصورات المخبأة خلف قضبان النفع والضرر والضرورة الاجتماعية وغيرها فحين يتخيل القوم أن مصارعهم تقترب إليهم لتقضي على أحلامهم فهم بفعل هذه القوة الضاغطة يسفرون عن متبنّياتهم وعقائدهم وهذا ما حصل لفئة المنافقين إذ ظنّوا بالله الظنونا فقال بعضهم : إن الكفار سيغلبون ويستولون على المدينة وقال بعضهم : إن الإسلام سينمحق والدين سيضيع وقال آخرون : إن الجاهلية ستعود كما كانت وهكذا تصورات هابطة أسفرت عنها فئة المنافقين فهم يتمنون ذلك ويميلون إليه بينما أطلق المؤمنون كلمات التصديق بوعد الله ورسوله (ولمّا رءا المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله ..) [٢].


[١]سورة الأحزاب : ٣٣ / ١٠ ـ ١١.

[٢]سورة الأحزاب : ٣٣ / ٢٢.

اسم الکتاب : نور من القرآن المؤلف : الأوسي، علي    الجزء : 1  صفحة : 35
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست