responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نور من القرآن المؤلف : الأوسي، علي    الجزء : 1  صفحة : 17

يرفضه الإسلام كحضارة ترعى البناء الصالح.

ولكن النجوى باعتبارها ممارسة خيرة إذا ما استخدمت في الاتجاه الآخر فإن القرآن الكريم يدعو إليها ما دامت في حقول البّر والتقوى.

والقرآن الكريم يقابل بين حقول كلّ من صنفي النجوى فيبيّن لنا ان طريق الخير مفتوح لسالكيه وإلاّ انكفأت إرادة الناس عن فعل البّر ووجوه الخير فالنجوى يمكن أن توظّف بالطريقة المثلى فيتشاور المؤمنون ويسر الصالحون بعضهم بعضاً في حقول الخير المختلفة والمشاريع والبرامج التي فيها رضا الله بعيداً عن خطورة العدوان ونجاسة الآثام في وقتٍ يلحّ البعض ويوغل في تكريس الإثم في الذات والمجتمع.

ومن جهة اخرى نرى النهي ينطلق من دائرة الذات ليدخل دائرة الاجتماع الإنساني من الإثم الفردي إلى العدوان على المجتمع والآخرين انطلاقاً من قداسة الهدف التغييري الذي ينشده القرآن الكريم لبناء مجتمع متطهّر فاضل بعيد عن كلّ انحراف ليؤسّس طهر المفاهيم واقعاً معاشاً وسلوكاً تتلألأ على جنباته مفاهيم البّر وبأوسع معانيه وتزيّنه التقوى بأبهى حللها.

فعلينا أن ننتهي عن النجوى التي نهى عنها الله في كتابه العزيز لأنه تعالى يعلم خفيّات القلوب قال تعالى : (ألم يعلموا أنّ الله يعلم سرّهم ونجواهم وأنّ الله علّام الغيوب) [١].

وعلينا أن نتبع النجوى التي أمر الله بها تؤدي إلى بناء الشخصية المؤمنة وإلى سلوك سبل النجاة قال أمير المؤمنين : «أفضل النجوى ما كان


[١]سورة التوبة : ٩ / ٧٨.

اسم الکتاب : نور من القرآن المؤلف : الأوسي، علي    الجزء : 1  صفحة : 17
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست