responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نور من القرآن المؤلف : الأوسي، علي    الجزء : 1  صفحة : 15

توعدون ...) [١].

وراح شعيب يدخل معهم في حوار هادئٍ فلم ينههم عن سيّئة إلاّ وبيّن لهم خطرها فكانوا يهدّدونه ويتوعّدونه بالاخراج من قريته ونفيه ثمّ أخذوا يتجاهلون نداء اته (قالوا يا شعيب ما نفقه كثيراً ممّا تقول وإنّا لنراك فينا ضعيفاً) [٢] ولم يأبه بكلّ هذه التهديدات لكن حين دعوه للدخول في ملّتهم الكافرة المنحرفة أجابهم : (قد افترينا على الله كذباً إن عدنا في ملّتكم بعد إذ نجّانا الله منها) [٣].

هكذا يقطع معهم الحوار فقد كان وضع لنفسه خطوطاً حمراء لا يتجاوز ها في التعامل ومن جهة اخرى لا حظنا رفعة وسمو الأفكار التي عاشها ودعاهم إليها بينما نراهم يخلدون إلى التراب وحقارة المادة ويتشبّثون بمنافع ومصالح محدودة حتى لو انتهكت فيها حقوق الآخرين وصودرت حريّاتهم بينما كان شعيب بفعل عطاءات الوحي الإلهي يدعوهم إلى التحرّر والانعتاق والبناء الحضاري والعلم وممارسة الخلق الرفيع السمح فما أبعد الشقّة بين المحورين!.

ومن هنا فقد استحقّ شعيب والذين آمنوا معه الخلود والبقاء والرحمة أمّا الذين ظلموا فقد استحقّوا العذاب واللعن الأبدي بما كسبت أيديهم قال تعالى : (ولمّا جاء أمرنا نجّينا شعيبًا والّذين آمنوا معه برحمةٍ منّا وأخذت الّذين ظلموا الصّيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين * كأن لم يغنوا فيها ألا


[١]سورة الأعراف : ٧ / ٨٦.

[٢]سورة هود : ١١ / ٩١.

[٣]سورة الأعراف : ٧ / ٨٩.

اسم الکتاب : نور من القرآن المؤلف : الأوسي، علي    الجزء : 1  صفحة : 15
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست