اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 87
من قبر أبيه أبي
عبدالله عليهالسلام باعتبارها
تربة زكية طاهرة [١]
سالت عليها دماء سيد الشهداء ، واستمر على ذلك شيعته إلى يوم الناس هذا ، فنحن لا
نقول بأنّ السجود لايصحّ إلاّ عليها ، بل نقول بأنّ السجود يصحّ على أي تربة أو
حجرة طاهرة ، كما يصحّ على الحصير والسجاد المصنوع من سعف النخيل وما شابه ذلك.
البكاء واللطم على
الإمام الحسين 7
قلت : على ذكر سيدنا الحسين عليهالسلام لماذا يبكي الشيعة ويلطمون ويضربون
أنفسهم حتى تسيل الدماء؟! وهذا محرّم في الإسلام ، فقد قال صلىاللهعليهوآله : « ليس منّا من لطم الخدود وشقّ
الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية » [٢].
أجاب السيد قائلا : الحديث صحيح لا شكّ
فيه ، ولكنّه لا ينطبق على مأتم أبي عبدالله عليهالسلام
، فالذي ينادي بثأر الحسين ، ويمشي على درب الحسين ، دعوته ليست دعوى جاهلية ، ثم
إنّ الشيعة بشر فيهم العالم وفيهم الجاهل ولديهم عواطف ، فإذا كانت عواطفهم تطغى
عليهم في ذكرى استشهاد أبي عبدالله عليهالسلام
وما جرى عليه وعلى أهله وأصحابه من قتل وهتك وسبي ، فهم مأجورون لأنّ نواياهم
كلّها في سبيل الله ، والله سبحانه وتعالى يعطي العباد على قدر نواياهم.
وقد قرأت منذ أسبوع التقارير الرسميّة
للحكومة المصرية بمناسبة موت
[١] من الواضح عناية
أهل البيت عليهمالسلام بهذه التربة
المقدّسة العظيمة كما حدّثوا أيضاً أصحابهم وشيعتهم بفضلها وفضل السجود عليها
وإنها شفاء من كلّ داء ، راجع في ذلك : مصباح المتهجّد للشيخ الطوسي : ٧٣١ ـ ٧٣٥ ،
كامل الزيارات : ٢٧٤ ـ ٢٨٦ ب ٩١ ـ ٩٥ ، بحار الأنوار : ٤٦ / ٧٩ ح ٧٥ وج ٨٢ ص ٤٥ و
ج ٨٥ ص ١٤٤ ، و ج ١٠١ ص ١٢٠.
[٢] صحيح البخاري :
٢/٨٢ ، صحيح مسلم : ١/٧٠ ، مسند أحمد بن حنبل : ١/٣٨٦.
اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 87