اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 86
السجود على التربة
الحسينية
سألته بعد ذلك عن التربة التي يسجدون
عليها والتي يسمّونها بـ « التربة الحسينية ».
أجاب قائلا : يجب أن يُعرف قبل كلّ شيء
أننا نسجد على التراب ، ولا نسجد للتراب ، كما يتوهّم البعض الذين يشهّرون بالشيعة
، فالسجود هو لله سبحانه وتعالى وحده ، والثابت عندنا وعند أهل السنّة أيضاً أن
أفضل السجود على الأرض أو ما أنبتت الأرض من غير المأكول ، ولا يصحّ السجود على
غير ذلك ، وقد كان رسول الله صلىاللهعليهوآله
يفترش التراب وقد اتخذ له خمرة من التراب والقش يسجد عليها ، وعلّم أصحابه فكانوا
يسجدون على الأرض ، وعلى الحصى ، ونهاهم أن يسجد أحدهم على طرف ثوبه ، وهذا من
المعلومات بالضرورة عندنا.
وقد اتّخذ الإمام زين العابدين وسيد
الساجدين علي بن الحسينعليهماالسلامتربة
٤٦٨ ).
فمع كل هذه النصوص
الدالة على إمامته وولايته عليهم ، غصبوه حقه في الخلافة ، وفضلوا غيره عليه ،
وجعلوه واحداً من سائر الناس لا فضل له عليهم ، فإنا لله وانا إليه راجعون ، وإليك
هنا كلام ابن عمر الصريح في ظلامة أميرالمؤمنين عليهالسلام،
روى أبو علي الموصلي في مسنده : ٩/٤٥٤ ح ٥٦٠٢ ، وابن عساكر أيضاً في تأريخ دمشق :
٣٩/١٦٦ عن ابن عمر قال : كان رسول الله 6
ولا نعدل به أحداً ، ثم نقول : خير الناس أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان ثم لا
نفاضل.
أقول : فأين علي بن
أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه ، فلم يذكروه بالفضل حتى بعد عثمان..؟! وفي رواية
ابن عساكر بعد ذكر عثمان قال : ثم لم نبال من قدمنا أو أخرنا؟! وهذا صريح في
استقصاء أميرالمؤمنين عليهالسلاموتجاهله
وجحده حقه ، وإنكار فضله على سائر الخلق بعد رسول الله 6.
اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 86